بدأت الولايات المتحدة، التحقق فيما إن كانت السعودية قد تخلت فعلاً، عن التحالف مع أميركا لصالح تحالف جديد مع روسيا وذلك من خلال البحث في تصريحات، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لصحيفة أتلانتك الأميركية، والتي أثارت جدلا كبيراً قبل نحو شهر من اليوم.
الوكالة العربية للأنباء
وقالت وكالة بلومبيرغ الأميركية، نقلاً عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، إنهم يبحثون اليوم مدى جدية تصريحات ابن سلمان، التي قال فيها إن مواقف بايدن لا تهمه، والتأكد فيما إن كانت مجرد كلام، أم أنها بالفعل تحولات جديدة حقيقية في السياسة الخارجية السعودية.
وأعادت الوكالة الأميركية، التذكير بتصريحات قديمة قالها بايدن، إبان توليه السلطة في أميركا، حيث قال حينها إنه يتعهد بتحويل السعودية إلى دولة منبوذة خلال فترة ولايته، بينما اليوم يبدو الوضع مختلفاً خصوصاً بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما سببته من ارتفاع أسعار النفط، والتي ساهمت في تغيير وجهة نظر بايدن إزاء المملكة، خصوصا بعد الحاجة للنفط السعودي، لممارسة مزيد من الضغط على روسيا واعتبرت الوكالة أن “بايدن قد حشر نفسه في زاوية غير مريحة”.
ولي العهد السعودي مستاء حالياً، من الاهتمام الكبير الذي توليه الولايات المتحدة لإمارة قطر، في وقت يرى فيه المسؤولون السعوديون أن الولايات المتحدة، تتصل بهم حين تريد إلقاء الأوامر بشأن طلب حاجة، وهو ما تسبب كما يبدو باستغلال السعودية للأزمة الأوكرانية، والتوجه نحو روسيا بعبارة أخرى يبدو أن المنطقة العربية تشهد تبدلات كبيرة بدورها، متمثلة في تغيير التحالفات التي بقيت قائمة بين أميركا والخليج طيلة العقود الفائتة.
تكشف الوكالة الأميركية، أنه وعلى الرغم من الحاجة للسعودية، إلا أن بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، هما من أشد المعارضين لتخفيف التوترات مع السعودية.
وسبق أن سربت كل من الإمارات والسعودية، خبراً عن رفض زعيمي البلدين تلقي مكالمة هاتفية من الرئيس بايدن، كانت تهدف لإقناعهما بزيادة إنتاج النفط لمواجهة روسيا والتخفيف من أزمة النفط الحالية جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
يحدث هذا في وقت يرى مراقبون، أن هناك العديد من المؤشرات على تحولات كبيرة في السياسة الإماراتية السعودية، والتوجه لصالح التحالفات مع الجانبين الروسي والصيني، ويؤكد المراقبون ذاتهم، أن ذلك بات أمرا طبيعياً في ظل إلغاء الهيمنة الأميركية العالمية بعد الحرب الأوكرانية، متوقعين أن تقدم دول عديدة أخرى على تبديل التحالفات مع الولايات المتحدة.