كان أي حديث عن تقارب بين سوريا وتركيا في الوقت الراهن، يعتبر ضرباً من ضروب الجنون والانفصال عن الواقع، إلا أن زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، عززت التوقعات بقرب الصلح، والذهاب أبعد من ذلك لطرح تساؤل فيما إن كان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد يزور دمشق قريباً.
الوكالة العربية للأنباء
سبق زيارة الأسد للإمارات، زيارة قام بها أردوغان منتصف شباط الفائت، ناقش خلالها مع ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، الوضع في سوريا بشكل عميق، فأبو ظبي تبحث عن دور ريادي لها في المنطقة، وأنقرة تبحث عمن ينقذها من أزمتها المالية، والإمارات حالياً يبدو أنها عرضت إنقاذ الرئيس التركي قبل الانتخابات الرئاسية التركية القادمة العام القادم، ومن أبرز شروط أبو ظبي إنهاء الدور التركي في الملف السوري، ووقف أنقرة دعم المعارضة السورية والانسحاب من الأراضي السورية بشكل كامل.
يرى الباحث في العلاقات دولية والمختص بالشأن التركي، حسني محلي، أن الإمارات تطلب من أردوغان اليوم، الانسحاب من سوريا بشكل كامل، وإيقاف دعم المعارضة، ثم الاتفاق مع روسيا على مساعدة الجيش السوري في بسط سيطرته الكاملة على إدلب بأسرع وقت ممكن.
وتزداد الأمور تعقيداً مع أردوغان، في المطلب الثالث الذي يقضي بمصالحة بينه وبين الرئيس الأسد، تنهي حالة العداء بين الدولتين الجارتين، وتعيد المياه إلى مجاريها بين الرئيسين.
ليس من المعروف بعد كيف سيكون رد الرئيس التركي، لكن أردوغان الذي رمم علاقاته مع إسرائيل والإمارات، ويحاول ترميمها اليوم مع مصر والسعودية، ربما سيفاجئ الجميع بزيارة العاصمة دمشق، أو ربما يلتقي الرئيس الأسد في عاصمة محايدة، وعلى الأرجح أنها ستكون أبو ظبي.
بالنظر إلى واقع الحال بين سوريا وتركيا اليوم، والتصريحات العدائية المتبادلة بين الأسد وأردوغان، يبدو هذا السيناريو كهزيمة كبيرة يلحقها الرئيس التركي بنفسه، لذا فإن العديد من المراقبين يستبعدون مثل هذا السيناريو.
لكن بالمقابل وبالنظر إلى الوضع الاقتصادي المذري الذي تعيشه تركيا اليوم، فإن أردوغان ربما لن يستطيع إنقاذ نفسه في الانتخابات القادمة دون دعم الإمارات، الذي يشترط مصالحة مع سوريا لذا وعلى الأرجح أن أردوغان سيختار أهون الشرين بالنسبة له، ومن يدري ربما نراه في دمشق قريباً، لكن ليس كما قال في بداية الحرب السورية، بعد انتصار المعارضة، إنما سنراه بعد انتصار الأسد والحكومة السورية.