لن ينفع تشديد العقوبات على روسيا بتحقيق الولايات المتحدة لأمنيتها بهزيمة الرئيس، فلاديمير بوتين، تلك العقوبات التي قد تلحق ضرراً طفيفاً على الاقتصاد الروسي لن تنجح على الإطلاق، بإلحاق الهزيمة التي تتمناها وتعمل من أجلها الولايات المتحدة.
الوكالة العربية للأنباء
يقول الكاتب والمحلل الفلسطيني، عبد الباري عطوان، إن تشديد العقوبات على الجانبين الروسي والإيراني، تناسب الحكومات الأميركية، خصوصاً أنها لا تجلب أي عداء شعبي داخل أميركا لإدارة بايدن، فما يهم الأميركيين عدم إرسال أبنائهم للقتال وإعادتهم جثثا هامدة، بخلاف الأوروبيين الذين سيدفعون الثمن اقتصاديا حتى أكثر من موسكو ذاتها على الأرجح.
من هزم نابليون وهتلر لن يصعب عليه هزيمة بايدن، الذي يحاول عبثا اليوم مراضاة إيران وتقديم تنازلات لها لم تكن لتحلم بها، حتى تقبل بالعودة إلى الاتفاق النووي، ومن بين تلك التنازلات الاعتراف بها كقوة إقليمية عظمى، ورفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، كذلك رفع العقوبات الاقتصادية عنها، وبحسب رؤية عطوان، فإن من يستجدي إيران الدولة غير النووية، لابد سيأتي يوم يستجدي فيه روسيا الدولة التي تمتلك أكثر من ستة آلاف رأس نووي.
تعمل الولايات المتحدة اليوم، إلى تحويل روسيا قوة احتلال في أوكرانيا، وإغراقها في حرب استنزاف في محاولة لتكرار سيناريو الحرب السوفيتية في أفغانستان، ويرى عطوان أن الهدف من إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا إطالة أمد الحرب لا حسمها، إلا أن تصرفات الرئيس فلاديمير زيلينسكي اليوم واستجدائه لقاء بوتين والاستماتة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإعلانه التخلي عن انضمام بلاده للناتو، ربما يكون المؤشر الأهم على فشل المخطط الأميركي.
على الدوام اعتادت الولايات المتحدة اتهام خصومها باستخدام الأسلحة الكيماوية، وما اتهام روسيا اليوم إلا شيء تقليدي من سياسة الولايات المتحدة المعتادة، في وقت يتعاظم الاحساس بالهزيمة لدى بايدن ما يجعله يطلق تصريحات هوجاء، مثل اتهام بوتين بأنه مجرم حرب، يقول عطوان إن “هذه بدايات لأحد أمرين: بداية الخرف، أو تعاظم الإحساس بالهزيمة، ونحن نرجح الاثنين معاً”.
يرى عطوان أن جولة بايدن الأوروبية، لن تنجح في تحقيق غاياتها برص الصفوف ضد روسيا ولى العكس فإن رفض ألمانيا وفرنسا التخلي عن الغاز والنفط الروسيين، أمر يعني استحالة مهمة بايدن، الذي وكما يبدو بات هو المحاصر لا بوتين، والدليل إدارة حتى أضعف حلفائه الظهر له، مثل السعودية والإمارات وحتى الهند الذين اختاروا الانحياز لصالح روسيا انتقاما منه ومن العنجهية الأميركية، وهو ما يعني أن رفع العقوبات عن موسكو ليس ببعيد أبداً.