لم تكن زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى سوريا أمس الأربعاء، مفاجئة جداً، فالزائر الإيراني جاء ليتأكد من تطورات الامور، ووضع بلاده بعد الزيارة التي أجراها الرئيس السوري، بشار الأسد إلى الإمارات مؤخراً، وما أعقبها من لقاءات إماراتية إسرائيلية قيل إنها تصب في محاولة أبو ظبي الدخول كوسيط بين دمشق وتل أبيب.
الوكالة العربية للأنباء
بحسب التصريحات الإعلامية الرسمية، فإن عبد اللهيان رحب بما قال إنه “النهج الجديد لبعض الدول العربية تجاه سوريا بعد القطيعة”.
اللقاء الذي جمع بين الوزير الإيراني، والرئيس السوري، جرى خلاله وفق الرواية الرسمية “بحث ملفات التعاون القائم بين البلدين، والجهود التي يبذلها الجانبان من أجل متابعة تنفيذ الاتفاقات الثنائية، وخصوصاً في المجال الاقتصادي والتجاري، على الرغم من الإجراءات غير الشرعية والأحادية الجانب التي يفرضها الغرب على كلا البلدين، إضافةً إلى تكثيف العمل من أجل توثيق الروابط المشتركة التي تجمع الشعبين السوري والإيراني، بما يخدم مصالحهما ويعزّز من صمودهما”.
عبد اللهيان قال إن إيران تجدد تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا وشعبها، حتى تحرير كامل الأراضي السورية، وأكد أن ممارسة دور دمشق في المنطقة أمر مهم للاستقرار.
الرئيس السوري، وبعد سماعه عرضا عن آخر تطورات مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، قال إن إيران مصيبة فيما تسلكه، وتمسكها بالمبادئ والحقوق، وأضاف أنه “في السياسة لا يوجد نوايا بل معايير ومبادئ، والتوصل إلى اتفاقٍ حول الملف النووي الإيراني أصبح اليوم أكثر أهميةً لخدمة مصالح إيران والمنطقة وللتوازن العالمي”.
سوريا وإيران تقفان في خندق واحد، كما قال الوزير الإيراني، مضيفاً أن “التعاون الاقتصادي والتجاري بين طهران ودمشق يمثّل إحدى الأولويات على صعيد العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها”.
ويرى محللون أن زيارة عبد اللهيان، أتت لتبديد مخاوف إيران من تبعات التقارب الأخير بين سوريا والإمارات، خصوصا أنه وكما يقال في أوساط المحللين فإن أبو ظبي تحاول تقريب وجهات النظر بين الجانبين السوري والإسرائيلي، والسعي لإقناع دمشق بضرورة إخراج القوات الإيرانية من سوريا لتجنيبها الهجمات المتكررة من الجانب الإسرائيلي.
ويؤكد مراقبون بأن الموقف مايزال ضبابياً بعض الشيء، خصوصاً في ظل التبدلات والمتغيرات العالمية الحالية، التي من شأنها إضعاف الموقف الإسرائيلي، تماهيا مع إضعاف وإلغاء الهيمنة الأميركية العالمية.