ماتزال الدول الأوروبية والغربية، تعيش إرباكاً كبيراً بعد خطوة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، بيع الغاز الروسي بالعملة الوطنية الروسية الروبل، والذي سيؤدي إلى مصاعب كبيرة تواجهها تلك الدول، ربما أكبر من الصعوبات التي تواجهها موسكو جراء العقوبات المفروضة عليها، بعد عمليتها الخاصة في أوكرانيا.
الوكالة العربية للأنباء
يقول الخبير الاقتصادي المصري، نور ندا، إن قرار بوتين السابق “وضع الولايات المتحدة والغرب أمام خيارات صعبة”، ووصف قرار روسيا بأنه “قنبلة نووية اقتصادية”، وأضاف: “إعلان القيادة الروسية عن اعتماد عملة الروبل فى تجارتها الخارجية للغاز يضع الغرب والولايات المتحدة أمام خيارات صعبة ويمثل قنبلة نووية اقتصادية”.
ندا رأى في تصريحات نقلها تلفزيون روسيا اليوم أن “الأهداف متعددة من هذا القرار منها دعم عملة الروبل الروسية وفي نفس الوقت اجبار الغرب على اعتماد نظام التحويلات البنكية الروسية المعادل لنظام “سويفت” لتسوية مدفوعاتها مقابل استيراد النفط والغاز الروسي”، واعتبر أن الهدف الروسي البعيد، ربما يكون “ق إجبار الغرب عن التخلي عن العقوبات الشاملة المفروضة على الدولة الروسية”.
وكان الرئيس الروسي، قد أصدر قراراً يوم الأربعاء، ببيع الغاز الروسي للدول غير الصديقة بعملة الروبل الروسية خلال أسرع فترة ممكنة، وأعلن تحديد إجراء المعاملات مع أوروبا بالروبل الروسي خلال فترة أسبوع على الأكثر.
وسبق أن رأى المحلل السياسي الروسي، ألكسندر نازاروف، أن قرار روسيا السابق يصنع بداية نهاية حقبة الدولار كمهيمن على التعاملات التجارية العالمية، وأضاف أن تلك الخطوة تعتبر أقوى ضربة يتلقاها الدولار في تاريخه، معرباً عن اعتقاده بأن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، سيوجه بدوره ضربة قوية مماثلة، في حال قررت الرياض التعامل باليوان الصيني والتخلي عن الدولار في تعاملاتها التجارية نهائياً، وهو الخبر الذي تم تداوله بكثافة في الوكالات الإخبارية العالمية مؤخراً.
ويرى مراقبون، أن قرار روسيا الذي يأتي بالتزامن مع إعلان الدول الأوروبية بأنها لا تستطيع التخلي عن استيراد الطاقة من الجانب الروسي، ربما يجبر تلك الدول على إعادة دراسة العقوبات التي فرضتها على موسكو مؤخراً، وربما تقوم بتخفيفها بالفعل خلال المرحلة السابقة.
وتوقع مراقبون دخول الدول الغربية في مفاوضات مباشرة مع روسيا من أجل قرار الرئيس بوتين، في محاولة لإقناع موسكو بالعدول عن الخطوة التي قد تضطر الدول الغربية للاقتراض من موسكو في نهاية المطاف.
اقرأ أيضاً: بوتين و محمد بن سلمان يعلنان انتهاء الدولار