بدأت التوقعات تدور حول احتمالية، تقديم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا استقالته من المهمة، وذلك بعد أن ألغى مؤتمراً صحفياً كان من المتوقع أن يعقده في ختام الجولة السابعة، من مفاوضات اللجنة الدستورية السورية في العاصمة السويسرية جنيف يوم أمس الجمعة.
الوكالة العربية للأنباء
وبخلاف توقعات بيدرسون المتفائلة، انتهت الجولة السابعة من مفاوضات اللجنة الدستورية، دون إحراز أي تقدم يذكر، وعلى العكس من ذلك، بدا الانقسام في أشده بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، وهو ما كان متوقعا نتيجة التوترات الدولية الحالية، والانقسام الكبير بين اللاعبين الأساسيين في الملف السوري، روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
الاجتماع الأخير خلال الجولة السابعة، تأخر أكثر من ثلاث ساعات، كان وفدا الحكومة والمعارضة خلالها مشغولان بالخلافات خصوصا بعد رفض وفد الحكومة التعديلات التي قدمها وفد المعارضة.
اقرأ ايضا: التحرك الثلاثي وما بعده.. ماذا يُحضَّر للمنطقة و سوريا؟
وتتهم السلطات الحكومية في سوريا وفد المعارضة بأنه يريد إدخال تعديلات معينة، خدمة لأجندات الدول الداعمة خصوصا تركيا، التي تسعى لفرض هيمنة أكبر على سوريا ولتكون دولة تابعة لها، وبالتالي ولأجل هذه الغاية تريد من وفد المعارضة الذي تموله إدخال تعديلات معينة مكتوبة في أنقرة وبطلب منها، وهو ما ترفضه السلطات السورية بشكل قاطع.
في غضون ذلك، والذي كان اعتياديا في ختام كل جولة، ولم يتم توضيح الأسباب التي دفعت لذلك، في حين تقول مصادر دبلوماسية خاصة لوكالتنا، إن بيدرسون المعروف بدماثته ودبلوماسيته كان غاضباً جدا من تطورات الأمور، خصوصا مع إصرار وفد المعارضة السورية رفض مقاربته للحل تحت عنوان “خطوة بخطوة”.
ووفقا لمصادر فإن الخلاف بدأ بين وفدي الحكومة والمعارضة، نتيجة رفض الحكومة لورقة مقترحات تعديل الدستور من المعارضة، كذلك رفض المعارضة لمقترحات أخرى من وفد الحكومة، رأت فيها أنها تعديلات “غير جدية”.
وكان من المقرر أن يستمر الاجتماع لأكثر من ثلاث ساعات، إلا أنه توقف بعد أقل من ساعتين بسبب رفض الوفد الحكومي السوري، تعديلات وفد المعارضة رأى فيها بابا لانتهاك السيادة السورية مستقبلاً.
وكانت الجولة السابعة من مفاوضات لجنة تعديل الدستور في سوريا قد انطلقت منتصف الأسبوع الفائت، في جنيف، وسط تصريحات مفائلة من بيدرسون، الذي قال إن هذه الجولة من الممكن أن تحمل شيئاً جديداً، إلا أن هذا ما لم يحدث.
ووفقا لتصريحات بيدرسون السابقة، فإن الجولتين الثامنة والتاسعة من لجنة تعديل الدستور السوري، ستعقدان خلال شهري أيار وحزيران القادمان، إلا أنه وبعد الفشل الذريع الذي منيت به هذه الجولة، لا يبدو أن إعلان بيدرسون قد يكون أمرا واقعاً.
ويرى مراقبون أن سوريا لن تشهد أي تغييرات كبيرة أو إيجابية نحو الحل، قبل إنهاء التوترات العالمية، خصوصا أن الأراضي السورية مرشحة لتكون حلبة صراع روسي أميركي.
اقرأ ايضا: تسخين الجبهات في سوريا فماذا تريد تركيا؟