ليس من الواضح إن كان حديث وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، عن العلاقات السعودية الإيرانية واحتمال عودتها، كان مفاجأة فعلاً، خصوصا بعد إلغاء الجولة الخامسة من المفاوضات التي كانت مقررة مؤخراً، بعد إعدام السعودية لـ81 شخصاً بينهم محسوبون على طهران.
الوكالة العربية للأنباء
عبد اللهيان، قال خلال مقابلة له مع قناة الميادين، يوم أمس الجمعة خلال زيارة يقوم بها إلى لبنان، قيل إنها ربما ترتبط بالانتخابات النيابية اللبنانية، والتوترات العالمية الحالية، إن العلاقة مع السعودية تواجه العديد من المشاكل والتحديات، لافتا أن بلاده لم تكن السبب في قطع العلاقات، إنما الرياض من قامت بذلك.
وأضاف عبد اللهيان: “خلال الأدوار الأربعة للحوارات التي قمنا بها، الحوارات المباشرة مع المملكة العربية السعودية في بغداد وبحضور الجانب العراقي، كانت لدينا حوارات ومحادثات مع الطرف السعودي وأعلنّا أننا على استعداد لعقد جولة خامسة من هذه الحوارات، طبعاً من الجانب السعودي لم نجد أن هناك تطوراً في هذا الحوار، وفي المقابل كنّا نسمع من الطرف السعودي أقوالاً متضاربة، مثلاً قبل فتر محددة الأمير محمد بن سلمان طرح تصريحات بعضها كانت جيدة ولكن في المقابل سمعنا أصواتاً أخرى ليست جيدة”.
اقرأ ايضا:وزير الخارجية الإيراني يلتقي علي مملوك في دمشق
وأكد أن إيران تعمل جاهدة على إبقاء باب الحوار مفتوحاً، لافتا أن السعودية لا تريد إقامة علاقات جيدة مع الجانب الإيراني، وتابع: “بعض السلوكيات المتناقضة وغير المناسبة من جانب السعودية تؤثر في العلاقات. ومن بين هذه السلوكيات إعدام 81 شخصاً”.
عبد اللهيان أشاد بالعلاقات الإيرانية الجيدة، مع قطر وسلطنة عمان، والكويت والإمارات، واصفا إياها بالعلاقات المتوازنة، مضيفا أن العلاقات التي تربط بين إيران من جهة، وكل من سوريا ولبنان والعراق من جهة ثانية، هي علاقات طيبة ومتينة، وقال: “العالم العربي ليس مختصرا بالسعودية فقط”.
وأعاد الوزير الإيراني التذكير بحادثة منى خلال الحج، والتي لقي خلالها 460 حاجا إيرانيا حتفهم، وقال: “سألنا الجانب السعودي عن السبب الذي أدى لوقوع هذه الكارثة والفاجعة وأجابونا بعد أشهر لأننا فقط للحظة فقدت الشرطة السعودية السيطرة وأدى ذلك الى مقتل عشرة آلاف حاج مسلم منهم 460 حاج إيراني، في مقابل السفارة السعودية في طهران حينما قُطعَت عنق الشيخ النمر فإن السعوديين كانوا يعلمون أن بهذا العمل فإن الرأي العام في إيران لن يتحمل مثل هذين الأمرين، مقتل 460 حاجاً إيراني هذا الأمر لا يمكن أن يتقبله الرأي العام الإيراني، وبالتزامن تمّ إعدام الشيخ النمر، وفوق ذلك كانت هناك حملة إعلامية شديدة من قبل السعوديين علينا”.
وبدا حديث عبد اللهيان، واضحا لجهة عدم عودة قريبة في العلاقات بين إيران والسعودية، إلا أنه وفي الوقت ذاته ترك الباب مفتوحا وقال: “نعم لدينا ملاحظات وعتب على السياسات السعودية، ولكننا لم نقطع علاقاتنا معها، ونحن نعتقد أننا كدولتين جارتين نستطيع من خلال علاقاتنا الطبيعية أن نُقيم علاقات لخدمة شعبينا وخدمة الشعوب المسلمة في المنطقة”.
ويرى مراقبون أن إيران التي حصلت على تنازلات كبيرة من الولايات المتحدة، لن ترضخ أمام المطالب السعودية ولا العنجهية الخليجية، وتالياً، فإن عودة العلاقات السعودية الإيرانية لا يبدو أنه أمر قد يصبح واقعاً خلال الفترة القليلة القادمة، أقله قبل الإعلان عن الاتفاق النووي الإيراني، فيما لو تم التوصل إليه فعلاً.
اقرأ ايضا: قطر تدعو للإسراع في إنجاز الاتفاق النووي