لا يبدو أن السعودية تمتلك إلا أن توقف الحرب ضد الحوثيين في اليمن، خصوصا بعد أن أثبتت حركة أنصار الله الحوثية، قدرتها على زعزعة أمن واستقرار المملكة، التي تعتبر أحد أهم الدول النفطية في العالم، والتي قال مسؤولوها إنها باتت تتجه للتنمية، عوضا عن الحروب.
الوكالة العربية للأنباء
بعد استهدافات مرعبة مؤخراً، أعلن الحوثيون من موقع قوة، إيقاف كل العمليات العسكرية ضد السعودية برا وبحرا وجوا لمدة ثلاثة أيام، وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط: “نؤكد استعدادنا لتحويل هذا الإعلان لالتزام نهائي وثابت إذا التزمت المملكة بإنهاء الحصار ووقف غاراتها على اليمن بشكل نهائي”.
المشاط أكد استعدادهم إيقاف المواجهات، في حال سحبت الرياض جميع القوات من اليمن وأوقفت دعم المسلحين فيها، وقال إن تعليق العمليات الهجومية، يشمل مأرب، وأوضح أنهم ينتظرون ردا إيجابيا من الرياض عليها.
اقرأ ايضا: بخضم أزمة واشنطن.. السعودية تضغط أكثر وتحذر من نقص النفط
مبادرة الحوثيين الجديدة، تتضمن استعدادهم الإفراج عن كافة أسرى التحالف، بمن فيهم شقيق الرئيس عبد ربه منصور هادي، مقابل الإفراج عن أسراهم لدى التحالف العربي، ودعا المشاط “المبعوث الأممي إلى ترتيب الإجراءات وتيسير تبادل الكشوفات والاتفاقات التنفيذية دفعة كاملة أو على دفعات”.
المشاط توعد السعودية بالمزيد من التصعيد في العام الثامن من عمر الحرب اليمنية، في حال لم يتم التوصل لحل منطقي تجاه المبادرة الجديدة، وقال إن “العام الثامن من صمود الشعب اليمني سيكون حافلا بالمفاجآت والتحولات وبالأعمال الدفاعية النوعية”.
أمام الواقع السابق ورغم غرور الرياض، فإنها أمام فرصة كبيرة لإنهاء الحرب اليمنية وإيقاف الاستنزاف الكبير الذي تتعرض له، والهجمات التي زعزعت أمنها واستقرارها، فالهجمات الحوثية الأخيرة، أفسدت حدثين هامين في السعودية الأول الاحتفال بالتأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم في قطر نهاية العام الجاري، والثاني بطولة العالم للسيارات فورميلا1، الذي من المقرر أن يبدأ اليوم الأحد، إنما بأجواء مشحونة وذعر كبير.
ويرى العديد من المراقبين، أن الحريق الذي اندلع في أرامكو النفطية نتيجة الهجمات الحوثية، وبقي مشتعلا لأكثر من 24 ساعة دون أن تنجح سيارات الإطفاء في إخماده، أمر يعني تبدل موازين القوى لصالح الحوثيين، الذين لم يعودوا يستخدمون الخنجر والسكاكين في مواجهاتهم، إنما الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، ولذا فإن قيام السعودية بما قامت به الإمارات مؤخرا والانسحاب من الحرب أمر من شأنه أن يساعدها أكثر من كونه يكسر شوكتها.
اقرأ ايضا: بعد فشلها مع السعودية والإمارات.. أميركا تلجأ إلى سوريا