بينما تواصل روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، دون أي تغيير يذكر على خطتها رغم الضغوط الأوروبية والأميركية، يبدو أن المعسكر الغربي لم يعد يملك من أمره شيئاً، سوى شخصنة الأمور، والانتقال إلى تناول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأوصاف لا تمت للسياسة والعلاقات الدبلوماسية قط، وتعبر عن سياسة العجز التي تعيشها تلك الدول حالياً.
الوكالة العربية للأنباء
وفي التفاصيل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال خطاب في وارسو يوم أمس السبت، إن الرئيس بوتين “جزار”، وأضاف أنه لا يمكن أن يظل في السلطة.
تصريح بايدن قوبل بغضب شديد من المسؤولين في روسيا قبل أن تحاول واشنطن، امتصاص الغضب قليلاً، ويخرج متحدث باسم البيت الأبيض ليوضح أن وجهة نظر بايدن مختلفة، والقصد منها أنه “لا يمكن السماح لبوتين بممارسة السلطة على جيرانه أو المنطقة. لم يكن يناقش سلطة بوتين في روسيا أو تغيير النظام”.
اقرأ ايضا: الدول الأوروبية لا تملك سوى خيار الاقتراض من روسيا
سحب بايدن لتصريحاته وتبريرها بتلك الطريقة، يؤكد الفرضية التي تقول إنه سنه الكبير لا يمكنه من قيادة البلاد، كما يرى غالبية الأميركيين، حيث بات من الواضح أنه لا يتعامل مع الأمور والتفاصيل بمنطق سليم كما يبدو.
رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، علق على تصريحات بايدن بشكل خاص من خلال حسابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن “بايدن ضعيف ومريض وليس سعيداً”، وأضاف: “لقد سمح رئيس الولايات المتحدة لنفسه مرة أخرى بإصدار بيان غير دبلوماسي ضد رئيسنا، لقد تحدثت عن هذا من قبل وسأكرره الآن: أي شخص ضعيف أو مريض يمكن أن يتصرف على هذا النحو”.
فولدين قال إن الضعيف وحده من يتصرف بهذه الطريقة، داعيا إلى شرح سلوك بايدن بطريقة احترافية من قبل الأطباء النفسيين، وتابع: “على مواطني الولايات المتحدة أن يخجلوا من رئيسهم، ربما يكون مريضا، والأجدى أن يخضع لفحص طبي.. إنه رجل غير سعيد”.
بدوره علق الكرملين على تصريحات بايدن، واعتبرها إهانة بحق الرئيس بوتين، وقال المتحدث باسم الرئاسة في روسيا ديمتري بيسكوف، إنه “من المستغرب سماع مثل هذه الاتهامات بحق بوتين من قبل بايدن الذي سبق أن أصدر أوامر بقصف يوغوسلافيا وقتل الناس”.
وأكد المتحدث باسم الكرملين أن “الإهانة الجديدة بحق بوتين من قبل بايدن تضيّق أكثر نافذة الفرص المتوفرة لتطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة”.
ويرى مراقبون أن تصريحات بايدن، ليست معتادة منه خصوصا أنه وبخلاف سلفه دونالد ترامب، كان من الواضح أنه يتمتع بلباقة أكثر، لافتين أن انفعالاته تلك وتجاوز الحدود الدبلوماسية وشخصنة الأمور، إنما سببه الحنق الكبيرة من روسيا خصوصا أن بايدن سيدخل التاريخ، بوصفه الرئيس الأميركي الذي فقدت هيمنة بلاده العالمية في عهده.
اقرأ ايضا: روسيا وأوكرانيا: أين اختفى شويغو الرجل الذي لا يضحك كثيراً؟