تعيين فتحي باشاغا في منصب رئيس وزراء لحكومة الاستقرار الوطني الجديدة، زاد من التناقضات في البلاد. حيث كان لمواجهته مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية عبد الحميد الدبيبة، تأثير سلبي على الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في ليبيا.
الوكالة العربية للأنباء
ولا يعيق موقف فتحي باشاغا المتصلب أي تطور للحوار السياسي فحسب، بل يخلق أيضاً خطراً يتمثل بنشوب نزاع مسلح وعمليات عسكرية جديدة واسعة النطاق في العاصمة طرابلس، ما سينعكس بشكل كارثي على المواطنين والمدنيين فيها.
محللون سياسيون ليبيون يشككون في تسليم عبد الحميد الدبيبة بشكل سلمي السلطة. حيث أن للدبيبة عدة مزايا سياسية تميزه عن باشاغا حيث يحتفظ الدبيبة بالشرعية في نظر المجتمع الدولي ويتم تنسيق تعيينه وبقائه في السلطة بشكل كامل مع الأمم المتحدة، وهو المنوط به منصب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، يحظى الدبيبة بشعبية بين سكان المنطقة الغربية بسبب مشاريعه الشعبوية التي تستهدف السكان مباشرة.
بينما فتحي باشاغا غير معترف به من قبل معظم الدول، إضافة إلى أن الكثيرين لا يعتبرونه سياسياً مستقلاً، بل يعتبرونه مجرد بيدق لرئيس مجلس النواب، عقيلة صالح ولقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر. كما أن سمعته السيئة ووحشيته، التي اكتسبها عندما كان وزيراً للداخلية في حكومة الوفاق الوطني السابقة، ترعب معظم الليبيين. بالإضافة إلى ذلك، فإن انشقاقه عن طبرق يثير العديد من التساؤلات حول ثباته السياسي وصدق آرائه. ويعتقد الكثير أن ما يدفعه فقط الرغبة والطمع في السلطة والتحكم بموارد البلاد الثمينة. بالإضافة إلى ذلك، ووفاً للشائعات، حيث لديه كراهية شخصية تجاه الدبيبة.
ويشير خبراء عسكريون أيضاً إلى أن أنصار فتحي باشاغا بدأوا بالإنحياز للدبيبة وعددهم أصبح أقل بكثير، ولم يتمكن من حشد الدعم الكامل لفصائله العسكرية من مصراتة، لأن الدبيبة هو أيضاً من مواطني هذه المدينة. وعلاوة على ذلك، لا تسعى قوات الجيش الوطني الليبي إلى تقديم دعم مباشر إلى رئيس الحكومة الجديد، لأن خليفة حفتر يعتبره رجل عقيلة صالح، الذي يشكك بدوره في قيادة حفتر في المنطقة الشرقية.
ووفقاً لمجموعة الأبحاث الأمريكيةMilitaryFactory.com ، فإن الجماعات المسلحة التابعة لرئيس حكومة الوحدة، وبدعم من المتخصصين العسكريين الأتراك، تتفوق بشكل كبير على قوات الرئيس الجديد التي يعوّل عليها. وهذا ينطبق على كل من عدد الأشخاص وكمية المعدات والأسلحة، فضلاً عن جودتها. فعلى مدار السنوات السابقة، كانت تركيا تزود طرابلس بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية، مما منح قوات الدبيبة ميزة كبيرة.
ورئيس وزراء حكومة الاستقرار الوطني ليس لديه خطة عمل واضحة. حتى لو استولى على طرابلس، فسوف يؤدي ذلك إلى نشوب عدد كبير من الصراعات الداخلية في ليبيا ما أجبره على الالتزام بالبحث عن تسوية سياسية لتحقيق مصلحة ليبيا وليس لمتابعة طموحاته السياسية. فإن تعطش رئيس الحكومة الجديد وحاشيته للسلطة هو الذي يمكن أن يقود ليبيا إلى حرب جديدة، والتي ستلحق أضراراً كبيرة بملايين المدنيين في البلاد.
اقرأ أيضاً: الحرب في ليبيا بدون سلاح.. لكن إلى متى؟