لم يعتد الأمراء أو حتى المواطنون العاديون في السعودية عن الخروج عن سياسة بلادهم، ولا حتى ممارسة أي تصعيد سياسي لا يشبه سياسة المملكة العامة، وهو ما يعني أن تعليق الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وهجومه الحاد على الأمم المتحدة، لا يمكن أن يكون مجرد طيش عابر.
الكالة العربية للأنباء
وعلق الأمير السعودي، على إعلان الأمم المتحدة وإعرابها عن شعورها بالقلق، إزاء استهداف الحوثيين اليمنيين، للأراضي السعودية مؤخراً، قائلاً: “تبا للأمم المتحدة، وتباً لقلقها، أدام الله عليها القلق”.
وفي تغريدة ثانية، قال الأمير السعودي بعد مشاركته صورا توضح سير سباق الفورملا 1 الذي جرى أمس الأحد في جدة، التي استهدف الحوثيون فيها شركة أرامكو: “يا شامتين: هذه جدة اليوم كعادتها بهية سعيدة.. المقذوف الذي أصاب المصفاة بالأمس نتج عنه حريق أُطفئ في ساعات ولا وفيات أو إصابات بحمد الله.. بلدنا كبير لا تهزه محاولات محتضر يبحث عن نصر وهمي. وقع الضرر على الطاقة عالميًا ورفع أسعارها!.. فعل شرير يشاء الله أن يكون به خير لنا وسعة رزق”.
اقرأ ايضا: السعودية بموقف حرج وإيقاف الحرب اليمنية بات قريباً
وكانت الامم المتحدة قد قالت في بيان تعليقا على استهداف الحوثيين الأراضي السعودية إن الأمين العام للأمم المتحدة “يدين بشدة التصعيد الأخير للصراع في اليمن بما في ذلك الهجمات الجوية التي شنها الحوثيون يوم الجمعة على منشآت مدنية ومنشآت للطاقة في المملكة وما تلاها من غارات جوية للتحالف في صنعاء ، مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة أطفال وامرأتان. .كما أدت هذه الضربات الجوية إلى إلحاق أضرار بالمجمع السكني لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء”.
وضاف البيان: “يشعر الأمين العام بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن استمرار الضربات الجوية في مدينة الحديدة واستهداف موانئ الحديدة، التي توفر شريان حياة إنسانيا بالغ الأهمية لسكان اليمن، ويدعو الأمين العام إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف في هذه الحوادث لضمان المساءلة”.
التصريحات السعودية تعكس حنق السعوديين من الأمم المتحدة، وهم الذين تعودوا أن يشنوا حروبهم وغاراتهم، ويقتلوا من يشاؤون دون أي انتقاد، لكن حين يتعلق الأمر بالمساس بأمنهم وأمن بلادهم، فإنهم ينتفضون كما يبدو، وهذا جل ما أراده الحوثيون من وراء استمرار استهدافاتهم وتكثيفها مؤخراً، نقل الحرب إلى بيت السعوديين أنفسهم، في محاولة لإنهاء الحرب اليمنية التي ماتزال مستمرة منذ نحو ثمانية سنوات.
اقرأ ايضا: السعودية بين الغضب والإحباط.. لسنا على قدر المسؤوليّة!