لا يبدو أن العقوبات الغربية والأميركية على روسيا تقنع حتى الإعلام الغربي، الذي بدأت تحليلاته تشير إلى أن الفخ الذي تم نصبه لموسكو، ستقع فيه الدول ذاتها التي نصبته، وهي الولايات المتحدة الأميركية، ودول الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي الناتو.
الوكالة العربية للأنباء
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن “أهمية روسيا بالنسبة للعالم بأسره تتجاوز حجمها باعتبارها الاقتصاد الحادي عشر في العالم.. ستمثل إعادة توجيه موسكو صادراتها من النفط والغاز والفحم إلى المستوردين الآسيويين صدمة اقتصادية كبيرة”.
الصحيفة البريطانية الشهيرة تطرقت لقرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تسعير الغاز الروسي بالعملة المحلية، الروبل، واعتبرت أن القرار “سيعيد الاستثمارات في الصناعات الاستخراجية بسبب ارتفاع أسعارها، مما يهدد بعكس الاتجاه نحو تحول الكوكب نحو الطاقة النظيفة.. روسيا هي مصدر لأهم المعادن، بالإضافة إلى ذلك، تستورد أكثر من 25 دولة إفريقية أكثر من ثلث القمح من موسكو”.
اقرأ ايضا: روسيا وأوكرانيا: أين اختفى شويغو الرجل الذي لا يضحك كثيراً؟
وأكدت الغارديان، أنه وعلى الرغم من امتلاك الولايات المتحدة، نفوذا كبيراً للضغط على النظام المالي العالمي، إلا أن واشنطن في أوقات كثيرة لا تتمكن من تحقيق أهدافها، وأضافت أن روسيا “ستكون قادرة على تطوير تقنيات جديدة، وبفضلها ستتمكن من الخروج من القفص الجيوسياسي”.
ولا تخفي الدول الأوروبية، تضرر اقتصادها البالغ جراء العقوبات التي تم فرضها على الجانب الروسي مؤخراً، مثل ألمانيا على وجه التحديد التي رفضت حظر واردات الطاقة الروسية، وكذلك هنغاريا، التي قال المتحدث باسم الحكومة فيها، زولتان كوفاكس، إن “العقوبات التي جرى فرضها على موسكو بسبب العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا، تؤثر على دول أخرى مثل هنغاريا”، وأضاف: “نحاول مع شركائنا أن نقر تدابير للحد من تداعيات الأزمة الأوكرانية”.
بدورها روسيا تؤكد ان العقوبات لن تؤثر عليها، وبأنها حصنت نفسها جيداً قبل الخوض في خطوتها العسكرية، وسبق أن قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديميتري ميدفيديف، إنه “من الحماقة الاعتقاد أن عقوبات الغرب على الشركات الروسية، سيكون لها أي تأثير على قرارات موسكو”.
وحاولت الولايات المتحدة جاهدة، التخفيف من تأثير العقوبات المفروضة على موسكو، على الاقتصادين الأميركي والأوروبي، من خلال إقناع السعودية والإمارات، بزيادة إنتاج النفط وضخه في الأسواق العالمية، إلا أن الرياض وأبو ظبي رفضتا الطلب الأميركي.
اقرأ ايضا: إسرائيل: دون مساعدة الخليج بايدن سينهزم أمام روسيا