إن القوة الناعمة هي مفهوم لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.
الوكالة العربية للأنباء
صاغ هذا المفهوم جوزيف ناي من جامعة هارفارد البريطانية، حيث قال، أنه مع القوة الناعمة “أفضل الدعايات ليست دعاية”، موضحاً أنه وفي عصر المعلومات، تعد “المصداقية أندر الموارد”، صاغ جوزيف ناي هذا المصطلح في كتابه الصادر عام 1990 بعنوان “مُقدرة للقيادة: الطبيعة المتغيرة للقوة الأميركية”. كما قام بتطوير المفهوم في كتابه الصادر عام 2004 بعنوان ” القوة الناعمة وسائل النجاح في السياسة الدولية”، يستخدم المصطلح حالياً على نطاق واسع في الشؤون الدولية من قبل المحللين والسياسيين.
على سبيل المثال، تحدث الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني هو جينتاو عام 2007 أن الصين بحاجة إلى زيادة القوة الناعمة فيها وتحدث وزيرالدفاع الأميركي روبرت غيتس عن الحاجة إلى تعزيز ذات الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق “زيادة الإنفاق على الأدوات المدنية من الأمن القومي بالدبلوماسية، والاتصالات الاستراتيجية، وتقديم المساعدة الأجنبية، وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية”.
ووفقاً لمسح مونوكل لـ القوة الناعمة عام 2014، تتبوأ الولايات المتحدة المركز الأول تليها ألمانيا ثم المملكة المتحدة واليابان وفرنسا وسويسرا وأستراليا والسويد والدنمارك وكندا.
ويعني هذا المفهوم أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق ومن خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره.
لكن بالنسبة لناي الذي صاغ هذا المفهوم، يقول إن القوة الناعمة تعتمد على ثلاثة مصادر، الأول، ثقافتها في الأماكن التي تجذب فيها الآخرين، والثاني، قيمها السياسية عندما ترقى إليهم في الداخل والخارج، أما المصدر الثالث، سياستها الخارجية عندما يراها الأخرون شرعية وأخلاقية.
القوة الناعمة أكثر من مجرد تأثير، لأن التأثير يمكن أن يعتمد أيضاً على القوة الصلبة للتهديدات أو المدفوعات، ولكنها هي أكثر من مجرد الإقناع أو القدرة على تحريك الناس بالحجة، فهي أيضاً القدرة على الجاذبية التي تقود غالباً إلى الرضا.
*عبد العزيز بدر القطان – مستشار قانوني – الكويت.
اقرأ أيضاً: السلام بالقوة.. نزاع عسكري واسع لإرساء الأمن