تشهد سوريا فترة من الترقب، في ظل المتغيرات الدولية الحالية، نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت تؤكد وسائل إعلام المعارضة السورية، وجود تحركات غريبة من كافة الأطراف، في وقت لا تعلق الحكومة أو وسائل إعلامها على الأمر.
الوكالة العربية للأنباء
أمس الأحد، قالت مصادر عسكرية تابعة للميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، إن الجيش السوري استهدف عربة عسكرية تابعة للجيش التركي، بالقرب من بلدة الأتارب في ريف حلب، ما أدى إلى إصابة خمسة جنود أتراك كانوا بداخها تم إسعافهم إلى الأراضي التركية من خلال معبر باب الهوى، كما احترقت المركبة العسكرية بالكامل.
المركبة العسكرية التركية، تم استهدافها من قبل عناصر الجيش السوري، بينما كانت متوجهة من بلدة كفر نوران إلى بلدة الأتارب، ضمن رتل يضم عدة مركبات عسكرية تركية أخرى.
اقرأ ايضا: حلف العقبة واحتواء سوريا .. هل ينجح؟
وبحسب المصادر ذاتها، فإن الجيش التركي والميليشيات المدعومة منه في المنطقة، ردت باستهداف مواقع الجيش السوري في مدينة كفرنبل في محافظة إدلب، شمال سوريا وعدة مواقع أخرى جنوب إدلب صباح أمس الأحد.
وكانت محافظة إدلب التي تعتبر آخر معاقل الإرهاب في سوريا تقريباً، وجرى تجميع كل المسلحين الرافضين للتسويات مع الحكومة فيها، قد شهدت تحركات مريبة من قبل الجيش التركي، الذي يمتلك عدة نقاط عسكرية فيها، ناتجة عن تفاهمات أستانا السابقة.
وبحسب مصادر محلية، فإن الطيران الروسي كثف من طلعاته فوق إدلب، بالتزامن مع سحب الجيش التركي لـ50 آلية عسكرية تحمل جنودا ودبابات وعربات مصفحة، من قاعدته العسكرية في بلدة احسم قرب جبل الزاوية، لتستقر في معسكر المسطومة جنود المحافظة.
بدورها القاعدة التركية العسكرية في بلدة البارة، قامت بنقل عتادها والانسحاب نحو القاعدة التركية في بلدة معترم بالقرب من الطريق الدولي حلب اللاذقية.
وتحاول الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، الترويج إلى أن الانسحابات التركية روتينية، وتأتي ضمن عملية إعادة تموضع لا أكثر، تهدف إلى تجميع النقاط التركية المتبعثرة، إلا أن ىخرون يؤكدون بأن الجيش التركي ابتعد عن خطوط المواجهة مع الجيش السوري، وهو أمر بالإمكان القول إنه قد يكون نذير تصعيد جديد أو عملية عسكرية مباغتة في إدلب.
ويتوقع العديد من المراقبين، أن تشهد سوريا تغييرا ما في الفترة القادمة، معربين عن اعتقادهم أن تركيا التي تحاول اليوم التزام الحياد تجاه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ربما لن تستمر طويلاً على هذا المنوال وتختار الجانب الأميركي، وبالتالي فإن الرد الروسي الأول سيكون باستعادة الحكومة السورية لمحافظة إدلب بالكامل.
اقرأ ايضا: التحرك الثلاثي وما بعده.. ماذا يُحضَّر للمنطقة و سوريا؟