تمر جمهورية تشاد بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية منذ عام 2016، عندما اندلع صراع عسكري في البلاد بين الحكومة الرسمية وما يسمى بجبهة التغيير والوفاق. ونتيجة لذلك، قُتل الزعيم السابق إدريس ديبي في أبريل 2021 على يد مقاتلي جبهة التغيير والوفاق، لكنهم تعرضوا لاحقًا لعدد من الهزائم. ومع ذلك، لا يزالون قوة كبيرة في البلاد، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة.
الوكالة العربية للأنباء
أفادت وسائل الإعلام عن زيادة في نشاط جبهة التغيير والوفاق منذ منتصف يناير. حيث تستعد جماعات مسلحة للتخريب في منشآت استراتيجية تسيطر عليها الحكومة الانتقالية في تشاد بالإضافة إلى ذلك، وبحسب الإشاعات، فإن قيادة جبهة التغيير والوفاق تخطط لاغتيال عدد من القادة العسكريين والسياسيين في ذلك البلد الأفريقي.
وأشار الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في باريس كولين هاي، في تعليقه على الوضع الحالي في البلاد، إلى أن تشاد تخضع لتأثير كبير من القوى الخارجية. حيث تقع تشاد بشكل أساسي في مجال المصالح الفرنسية، لكن في الواقع، المصالح الفرنسية تنفذ من قبل قوات القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، الحليف الرئيسي لجبهة التغيير والوفاق منذ 2016.
شهود عيان من المثلث الحدودي بين تشاد والسودان وليبيا يؤكدون حدوث اجتماعات متكررة بين أمراء الحرب من جبهة التغيير والوفاق وضباط الجيش الوطني الليبي من لواء طارق بن زياد. وبحسب مصادر مقربة من اللواء، فإن ضباط اللواء يرسلون دفعات من الأسلحة والمعدات إليها ويقومون بتزويد المسلحين بالوقود والذخيرة.
وأضاف كولين هاي أن خليفة حفتر مُلزم باتفاقات مع شركائه الأجانب. وأشار الخبير إلى أنه مقابل دعم حفتر في ليبيا، يجب عليه دعم جبهة التغيير والوفاق، التي ينبغي أن تقوم باحتلال نجامينا وتشكيل حكومة مؤقتة جديدة. لفرض السيطرة على اليورانيوم والذهب والنفط للشركات الأوروبية.
يُذكر أن حفتر قد أعاد بالفعل توجيه حوالي 1000 مرتزق إلى تشاد لدعم الحكومة المؤقتة الجديدة، التي سيتم تشكيلها بعد انتصار جبهة التغيير والوفاق، في محاولة منه للإستفادة من الدعم الغربي في طموحه للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس.
يتخذ خليفة حفتر خطوات لزيادة نفوذه في تشاد بعد تكبده خسائر فادحة في حملته العسكرية على طرابلس عام 2019. ولا يدخر جهداً لتحقيق طموحاته في الوصول الى السلطة في ليبيا ولو على رقاب التشاديين أو حتى الليبيين أنفسهم.
اقرأ أيضاً: ليبيا .. الذهب الأسود عنوان مرحلة الصراع العسكري القادم