ربما ليس من المنطقي لوم الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على رغباته المتضاربة، فمن جهة يستجدي روسيا لقاء رئيسها فلاديمير بوتين، ومن جهة ثانية ينادي الغرب بفرض المزيد من العقوبات على الجانب الروسي، وهو ما من شأنه التأكيد على أن المفاوضات بين البلدين لن تؤدي لأي نتيجة، على الأقل حتى يتخلى زيلينسكي عن خطابه التحريضي.
الوكالة العربية للأنباء
وفي التفاصيل، قال الرئيس الأوكراني إن أوكرانية تشعر بالإحباط من طريقة التفاعل مع العقوبات ضد روسيا وأضاف، أنهم مصممون على مواجهة القوات الروسية، وقال: “لكننا نحتاج إلى الدعم العسكري من الغرب”.
وتحولت أوكرانيا رسميا إلى ساحة استعراض الأسلحة الأميركية، التي أرسلت إلى كييف بالأطنان، إلا أن زيلينسكي من الواضح أنه مايزال يريد المزيد، وربما هدفه أسلحة كيميائية مثلاً؟.
الرئيس الأوكراني، اعتبر في تصريحات صحفية، أن “العقوبات الحالية بها ثغرات ونشعر بالإحباط من طريقة التفاعل مع العقوبات المصممة ضد روسيا حالياً”.
اقرأ ايضا: روسيا وأوكرانيا: كيف استغلت أميركا الحرب لتسويق أسلحتها؟
زيلينسكي أفصح بوضوح عما يريد، حين قال إن “حظر الدول الغربية للنفط والغاز الروسيين لا يجب ربطه باستخدام موسكو للأسلحة الكيميائية”.
وأضاف: “شركائنا الغربيين لم يطبقوا العقوبات بشكل كامل لفصل النظام المصرفي الروسي عن نظام سويفت، وتمت مناقشة حظر النفط والغاز الروسي ولكن حتى الآن لم يتم تنفيذه من قبل أوروبا”.
وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن نبرة الغرور في كلمة زيلينسكي خلال كلمة له بالقمة الأوروبية مؤخراً، جعلت الدول الأوروبية تتخلى عن فرض حزمة جديدة من العقوبات كان من المقرر فرضها على روسيا قبل أن يتحدث زيلينسكي.
وسبق أن رفضت كل من هنغاريا وألمانيا، حظر واردات الغاز الروسي، نظراً للحاجة الكبيرة له ولاعتماد الدول الأوروبية عليه بنسب متفاوتة أقلها 30 في المئة وأكثرها 60 في المئة، وليس هناك أي بديل له حالياً.
وسط ذلك، عززت الولايات المتحدة من الأمل لدى زيلينسكي، وأعطته دفعة جديدة بالتزامن مع بدء جولة مفاوضات روسية أوكرانية جديدة في تركيا، حيث قال مسؤول أميركي ريف المستوى، إن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مستعد فيما يبدو لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بينما تستعد روسيا وأوكرانيا لإجراء أول محادثات سلام مباشرة منذ أكثر من أسبوعين”.
ويرى مراقبون أن نجاح المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، مرهون حالياً بإمكانية تحديد زيلينسكي لأهدافه وماذا يريد، هل يريد استمرار استجداء الدول الغربية للتدخل، وبالتالي استمرار الحرب، أم أنه يريد بالفعل لقاء بوتين وإنهاء الحرب فوراً، لذا فإن نجاح تلك المفاوضات مرهون بالدرجة الأولى برغبة زيلينسكي لا أن يحاول اللعب على الأوتار.
اقرأ ايضا: بعد تنازل أميركا لروسيا.. اتفاق إيران النووي خلال أيام