أثارت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، المتكررة حول عودة سوريا إلى الجامعة، انتباه المحللين والكتاب، الذين انتقدوا دور ابو الغيط الذي يفترض أن يكون مختلفاً، وفاعلاً في طرح الحلول كأمين عام ومؤتمن على الجامعة العربية.
الوكالة العربية للأنباء
واعتبرت صحيفة رأي اليوم التي يترأس تحريرها، الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان، أن أبو الغيط، يبدو أنه يعاني من عقدة اسمها سوريا وأضافت، أنه كلما خفت الأضواء حوله ووجد نفسه وجامعته بحالة تهميش، لجأ إلى النبش في الملف السوري، والتأكيد أن موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضور رئيسها بشار الأسد قمة الجزائر القادمة، لم يحسم بعد، تقول الصحيفة: “وكأنه لا يريد أن يحسم”.
ووفقاً للصحيفة فإن أمين عام جامعة الدول العربية، مايزال يتصرف وكأنه وزير خارجية مصر، وقالت إنه “من المُفترض أن يتحدّث بلغة دبلوماسيّة أكثر حول سوريا وغيرها تضع جميع الدّول الأعضاء على قَدَمِ المُساواة، ولا ينحاز إلى مُعسكر في وَجهٍ آخَر، ونعتقد أن هذا التصرّف أحد أسباب انكِماش الجامعة العربيّة ودورها، وانفِضاض الشّعوب والحُكومات من حولها، ولا نستغرب أن يكون مُكلفا لهذا الدّور بشَكلٍ مُباشر أو غير مُباشر”.
اقرأ ايضا: سوريا .. الجيش التركي ينسحب من خطوط المواجهة مع الجيش السوري بإدلب
وفندت الصحيفة التصريحات التي أدلى بها أبو الغيط، لصحيفة الشرق الأوسط، والتي قال فيها إن على إيران الكف عن استخدام المشاكل العربية كأوراق ضغط، على العالم العربي وإسرائيل، وفي هذا الخصوص تقول الصحيفة: “من سمح لإيران بهذا التدخّل هو غباء الحُكومات الغربيّة وتحوّل مُعظمها إلى أدواتٍ في خدمة أمريكا والاحتِلال الإسرائيلي”.
وبعيداً عما جاء في الصحيفة، يبدو أن أبو الغيط، لم يستمع إلى تصريحات وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني والتي قال فيها لصحيفة القبس الكويتية، إنهم رصدوا ألفي مليار دولار للحرب على سوريا ودعم الإرهابيين فيها، ووسط هذا الاعتراف فإن تدخل إيران أتى مبررا لإنقاذ دمشق من المعركة التي استهدفت تدميرها والإطاحة بنظام الحكم القائم الرافض لعملية التطبيع مع الجانب الإسرائيلي.
تقول الصحيفة إنه من الضروري تذكير أبو الغيط، بأن إيران “لم يكن لها أيّ موقع قدم في اليمن قبل عُدوان دول التّحالف السعودي عليها الذي يُكمِل عامه السّابع ويدخل الثّامن هذه الأيّام”.
وقدمت الصحيفة نصيحة إلى أمين جامعة الدول العربية، بالكف عن هذه الثرثرة حول سوريا وإيران “والتمتّع بوظيفته الحاليّة التي تُعتَبر تقاعدًا فخمًا دون القِيام بأيّ عمل يُذْكَر، خاصَّةً أن قمّة النّقب السداسيّة بزعامة يائير لابيد وزير الخارجيّة الإسرائيلي، وحُضور العم الأكبر أنتوني بلينكن وزير خارجيّة أمريكا وأربعة وزراء عرب مِصر، الإمارات، البحرين، والمغرب ألغت بالكامِل جامعته، ومُؤسّسة القمّة العربيّة ومُؤتمراتها، والتّأسيس لشرق أوسط جديد بزعامة إسرائيل”.
اقرأ ايضا: تفاؤل في سوريا بخطوات الانفتاح العربي: التعاون الاقتصاديّ حقيقي!