ماتزال تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن، غير المتزنة تجاه رئيس روسيا فلاديمير بوتين، محط اهتمام الصحافة الغربية والعربية، وحتى المحللين والخبراء، الذين توقعوا أن يعاود الرئيس بوتين السيناريو ذاته، الذي اتبعه خلال الإطاحة بالمرشحة الرئاسية الأميركية، هيلاري كلينتون والإتيان بالمرشح حينها دونالد ترامب.
الوكالة العربية للأنباء
وكان بايدن قد أثار جدلا واسعا السبت الفائت، حين قال في كلمته في وارسو إن بوتين لا يمكنه البقاء في السلطة، الأمر الذي تم تفسيره بأنه يعني محاولة أميركية للإطاحة بالرئيس الروسي وإحضار رئيس جديد.
إلا أن واشنطن ماتزال حتى اليوم تحاول تبرير وإيضاح تصريحات بايدن، والتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تسعى على الإطلاق إلى تغيير النظام الحاكم في روسيا وأن بايدن، خرج عن نص الكلمة وقال عبارات ليست موجودة بالخطاب الرسمي، وآخر التوضيحات بهذا الخصوص، هي أن بايدن انساق عاطفيا وقال ما قاله.
اقرأ ايضا: الغارديان تكشف فخ روسيا الذي وقعت به أميركا وأوروبا
أميركا تريد، لكن هل تستطيع؟
يؤكد الكاتب والمحلل الفلسطيني، عبد الباري عطوان، أن توضيحات واشنطن، توحي بان أميركا قادرة على هذه الخطوة، إلا أنها لا تريدها، في عبارة لا تخلو من الاستهزاء كما يبدو من خلال حديث عطوان.
وأضاف عطوان أن تغيير الأنظمة في أميركا اللاتينية خلال الحرب الباردة، والذي كان يتم تحت إشراف وكالة المخابرات المركزية الأميركية، كان يعتبر سياسة رسمية للولايات المتحدة، وذكر العديد من الأمثلة، بينها الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين عام 2003، كذلك ما يسمى بثورات الربيع العربي التي ساهمت بالإطاحة ببعض الرؤساء مثل المصري حسني مبارك، وفشلت في بعضها مثل سوريا.
المحلل الفلسطيني، رأى أن بايدن كان يعني كل كلمة تلفظ بها، حين قال إن “رئيس روسيا بوتين لا يجب أن يبقى في الحكم”، وهي الرغبة التي لم يخفها بايدن منذ وصل إلى البيت الأبيض، وعمل على وضع روسيا مع الصين في رأس قائمة الأعداء.
وأضاف: “ربما يُفيد التّذكير بأن بايدن كان من أبرز المُؤيّدين لغزو العِراق، وتقسيمه إلى ثلاث دول، تطبيقًا لنظريّة الصّهيوني برنارد لويس، ولهذا ليس غريبًا عليه أن يحنّ للعودة إلى استراتيجيّة تغيير الأنظمة، وخاصَّةً في روسيا بعد فشل تهديداته بالعُقوبات الشّرسة وغير المسبوقة في ردع الرئيس بوتين، ومنعه من اجتِياح قوّاته للأراضي الأوكرانيّة قبل أكثر من شهر”.
ورأى عطوان أن “غباء بايدن” يبدو واضحا من خلال اعتقاده بأنه من السهل الإطاحة بالرئيس الروسي، بذات الطريقة التي اتبعتها الولايات المتحدة في ليبيا والعراق واليمن ومصر وغيرها، وأضاف: “ولكن حِساباته جاءت خاطئة، وأعطت نتائج عكسيّة بالنّظر إلى تطوّرات الأوضاع في الدّاخل الأوكراني، وتراجع فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني الذي أدرك حجم الخديعة التي أوقعه الأمريكان فيها، واستِعداده للرّضوخ للمطالب الروسيّة بعدم الدّخول في حلف الناتو، وتحويل أوكرانيا إلى دولةٍ مُحايدة على غِرار السويد والنمسا، وعدم إنتاج أو استِضافة أيّ أسلحة نوويّة أو صواريخ باليستيّة على أراضيها، ناهِيك عن تعثّر العُقوبات في يومها الأوّل، والصّحوة الأوروبيّة للخازوق الأمريكي”.
ووصل الكاتب الفلسطيني، إلى نتيجة مفادها أن بوتين من من يمكن أن يطيح ببايدن، خلال الانتخابات الأميركية القادمة، في تكرار لسيناريو روسيا السابق حين ساهمت بدور سيبراني أدى إلى إفشال وصول المرشحة هيلاري كلينتون، لصالح حصول دونالد ترامب على البيت الأبيض، وهو المعروف بأنه صديق موسكو.
اقرأ ايضا: الدول الأوروبية لا تملك سوى خيار الاقتراض من روسيا