يرى مراقبون أن نبرة السياسة التركية تجاه سوريا باتت مختلفة بعض الشيء، ورغم أنها لا تحمل تغييرات عميقة، إلا أنها باتت أقل حدة، بينما ابتعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن استهداف الرئيس السوري بشار الأسد، بالعبارات المسيئة المعتادة.
الوكالة العربية للأنباء
وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قال أمس الثلاثاء، إن أنقرة قادرة على إحلال الأمن والسلام ليس فقط على الأراضي التركية، إنما أيضاً في دول الجوار والمنطقة.
وتشعر تركيا حاليا بغرور كبير، كونها تستضيف مفاوضات الأزمة الأكثر شهرة على مستوى العالم اليوم، الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، حيث قال صويلو: “هذا البلد بلد غني وقوي (يقصد تركيا) سنحقق السلام ليس فقط في 780 ألف كيلومتر مربع (من أراضيها) ، ولكن أيضا في الجغرافيا من حولنا. لا يزال لدينا الكثير من العمل للقيام به، فليسمع العالم – سنحقق السلام في سوريا وفي العراق وفي أفغانستان. سننقذ العالم من تدخل الغرب وأمريكا وأوروبا”.
اقرأ ايضا: جبهة إدلب تشتعل وتركيا تنوي تعيين سفير في سوريا
وخلال كلمة ألقاها في نشاط نظمه اتحاد جمعيات البحر الأسود في اسطنبول التركية، تابع صويلو قائلاً: “تركيا ليست مثل الغرب الذي يفرق بين الأشخاص وفقا لأعراقهم، فهي تنظر إلى أعين الأطفال أصحاب العيون الزرقاء والعسلية والخضراء على حد سواء، فلا تفرقة بينهم، وذلك مثلما أمر الدين الإسلامي”.
ورأى الوزير التركي، أن بلاده نجحت بتجاوز التحديات الأمنية، جراء قوتها الذاتية، لافتا أن تركيا اليوم ليست تركيا القديمة ذاتها، وأضاف: “لو كنا نثق بأوروبا أو أمريكا أو حلف الناتو أو المنتديات العالمية، لكانوا قد أقاموا ممرا للإرهاب من شمال العراق إلى عفرين”.
وبدأت السياسة التركية بالتغير قليلا تجاه سوريا بالتزامن مع التحول الكبير في السياسة التركية الخارجية، واستعادة العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر وإسرائيل، ومحاولة إعادتها مع السعودية.
ويعتقد مراقبون أن الإمارات أخبرت أردوغان بأن شرطها لتقديم دعم اقتصادي لتركيا، هو إعادة العلاقات مع سوريا ولو بشكل تدريجي، والتخلي عن دعم المعارضة السورية المسلحة في الأراضي السورية.
وتبقى آراء المراقبين مجرد تكهنات، تحتاج إلى مؤشرات أكثر وضوحا على الأرض، أهمها تمكين سوريا من استعادة السيطرة على إدلب، التي تعتبر أكبر بؤرة إرهابية في الأراضي السورية اليوم.