رغم أن غالبية الصحف الغربية، لم تخرج عن سياستها التحريضية ضد روسيا إلا أنها وبمعظمها أبدت حالة من التفاؤل إزاء نتائج المفاوضات الروسية الأوكرانية، التي عقدت على مدى يومين في اسطنبول التركية.
الوكالة العربية للأنباء
بالعموم وجهت الصحف الغربية قرائها، باتجاه عدم بناء الكثير من التوقعات على نتائج المفاوضات، والتشكيك بالموقف الروسي، ونبدأ من نيويورك تايمز، التي قالت إن ما حدث في المفاوضات يعتبر مؤشرا على أولى علامات إحراز تقدم حقيقي، واعتبرت أن روسيا “تبدو مصممة على الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية”، وتنبأت الصحيفة باستمرار المفاوضات لأسابيع أخرى.
وتماهت طريقة تعاطي فورين بوليسي مع المفاوضات، مع زميلتها نيويورك تايمز، وقالت إنه ورغم أن كلا الوفدين لوحا بإمكانية التوصل إلى حلول وسط، فإن “مسؤولون غربيون ودبلوماسيون مخضرمون يحذرون من أخذ وعود موسكو بالتفاوض على السلام على محمل الجد”.
اقرأ ايضا: أوروبا أمام خيارين: إما المعاناة أو كسر العقوبات على روسيا
واشنطن بوست وصفت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، بأنها “لحظة نادرة من التفاؤل بعد خمسة أسابيع من الحرب”، وأضافت أن الولايات المتحدة وبعض الزعماء الأوروبيين متشائمين، وينتظرون أفعال موسكو لا أقوالها، ونقلت عن الوفد الأوكراني، تأكيده بأن تطورات المفاوضات يوم الأربعاء ربما تكون بداية المضي قدماً.
صحيفة وول ستريت جورنال، ركزت على جانب مختلف من المفاوضات، وأثارت موضوع ظهور الملياردير الروسي، لأبراموفيتش بشكل رسمي في المفاوضات، وأضافت نقلا عن مسؤولين في أوكرانيا، أن “الملياردير الروسي يلعب دورا رئيسيا، حتى إذا كان غير رسمي، لقناة اتصال سرية مع موسكو، وتم إشراكه في المحادثات الرسمية لأن وسائل الإعلام سلطت الضوء على دوره كوسيط غير رسمي”.
الغارديان كانت أكثر تفاؤلا، وقالت إنه تم إحراز بعض التقدم، وبدأت النتائج المثمرة بالظهور، أكثر مما حدث في الجولات السابقة التي جرت في بيلاروسيا، كذلك المفاوضات بين وزراء خارجيتي روسيا وأوكرانيا في أنطاليا التركية.
فوكس نيوز ناقشت الأمر، مع كبير مستشاري الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودوليواك، الذي قال إن “معاهدة الضمانات الأمنية تفترض بشكل أساسي، وليس من الناحية النظرية، بل عمليا، الحصول على أداة فعالة لحماية أراضينا وسيادتنا، بحيث تأخذ الدول الضامنة صاحبة الجيوش الرائدة في العالم، إذا جاز التعبير، بما في ذلك ذات المكون النووي، على عاتقها التزامات قانونية محددة للتدخل في أي نزاع على أراضي أوكرانيا، لتزويد الأسلحة على الفور”.
وتعكس تلك الوسائل وجهة نظر الحكومات الغربية عموماً، وبالتالي فإن طريقة تعاطيها مع المفاوضات بتلك الطريقة، مؤشر يمكن القول إنه يذهب باتجاه التشكيك بالموقف الروسي، لتبقى الكرة في ملعب أوكرانيا، والتي باتت الوحيدة القادرة اليوم على إنهاء الحرب تبعا لمدى قدرتها على تحقيق المطالب الروسية التي قدمتها شخصياً للجانب الروسي خلال المفاوضات، ومن بينها ضمان عدم الانضمام للناتو أو إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أرضها تهدد روسيا القريبة.
اقرأ ايضا: تحالف تركيا وإسرائيل والأكراد يشكل تحديا لروسيا وإيران