لا تمتلك الدول الأوروبية الكثير من الخيارات اليوم، خصوصاً بعد إعلان روسيا بيع نفطها وغازها بالعملة المحلية الروبل، لذا فإن أوروبا التي بخلاف الولايات المتحدة، لا تبحث عن الحروب تضمر اليوم نية مختلفة عن واشنطن، وتسعى بالفعل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وعودة الحياة إلى سابق عهدها.
الوكالة العربية للأنباء
لإيضاح المأزق الذي تمر به أوروبا اليوم، نتيجة العقوبات التي تم فرضها على روسيا يقول مصدر خاص لوكالتنا من ألمانيا، إن الدولة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية لأوروبا، يقف شعبها اليوم في الطوابير للحصول على بعض الزيت، وسط مخاوف من تفاقم الوضع ووصوله لدرجة التهديد بخسارتهم الطاقة.
وأعلنت الدول الأوروبية رفضها قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيع النفط والغاز الروسيين بالروبل، مع إصرار بوتين على المضي قدما في القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم الخميس وفقا لتصريحات سابقة.
اقرأ ايضا: روسيا وأوكرانيا: ما هي فرص المفاوضات لإنهاء الحرب؟
وفي حال استمرت الدول الأوروبية برفضها قرار روسيا فإنها مهددة فعليا بفقدان الطاقة القادمة من موسكو، دون أن تحصل حتى اللحظة على البدائل الكافية لسد احتياجاتها، رغم السعي الحثيث من قبلها ومن قبل الولايات المتحدة على توفير تلك البدائل.
أمام الواقع السابق، فإن أوروبا التي نجح الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، تحاول اليوم جاهدة إنجاح المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، لتجنيب السيناريوهات الأسوأ القادمة على اقتصادها وشعبها، في حال استمرت الحرب أكثر من ذلك.
على المقلب الآخر، لا يبدو أن روسيا تعاني من أثر العقوبات المفروضة عليها، مثلما تعاني شعوب الدول التي فرضتها، حتى أن بعض الشركات العالمية قد عادت بعد أقل من أسبوعين على إغلاق أفرعها داخل الأراضي الروسية، مثل شركات نفط وغاز، وكذلك مطاعم عالمية كمكدونالز.
لكن يبقى السؤال اليوم، هل يتراجع الرئيس الروسي، عن قراره التاريخي بيع الغاز والنفط بالروبل الروسي، حتى في حال تم إلغاء العقوبات المفروضة على بلاده، جواب هذا السؤال على الأرجح لن يعجب الدول الغربية التي قدمت لبوتين بعقوباتها ورقة الخلاص العالمي من هيمنة الدولار إلى غير رجعة، تماما كما نجحت العملية العسكرية الروسية على كسر شوكة الولايات المتحدة وأوروبا وإلغاء هيمنتهما على العالم، وفي حال مضت أوكرانيا قدما في التنازلات التي قدمتها خلال المفاوضات، فإن العالم على موعد مع عصر جديد مختلف كليا عما مضى.
اقرأ ايضا: الغارديان تكشف فخ روسيا الذي وقعت به أميركا وأوروبا