عاد الوفد الروسي المفاوض إلى روسيا أمس الأربعاء، بينما تبدو المؤشرات القادمة من المفاوضات مع الجانب الأوكراني تشي بنوع من التفاؤل، للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس، قبل أكثر من شهر بقليل.
الوكالة العربية للأنباء
رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا والتي جرت في تركيا، يومي الثلاثاء والأربعاء، فلاديمير ميدينسكي، قال إن السلطات الأوكرانية وافقت للمرة الأولى على تلبية عدة مطالب مبدئية تم طرحها من قبل موسكو، وأضاف في تصريحات صحفية أمس الأربعاء: “يوم الثلاثاء أكد الجانب الأوكراني لأول مرة وبصورة خطية استعداده لتطبيق سلسلة الشروط ذات الأهمية القصوى لبناء علاقات طبيعية وآمل أن تكون مبنية على مبدأ حسن الجوار مع روسيا في المستقبل”.
وتنص الوثيقة التي سلمها الوفد الأوكراني للوفد الروسي، وفق ميدينسكي، على عدة نقاط منها، تخلي كييف عن فكرة الانضمام إلى الناتو، وإثبات كونها لن تنضم إلى أي تكتل عسكري أو سياسي.
اقرأ ايضا: روسيا وأميركا: بوتين سيكرر السيناريو السابق ويطيح ببايدن
كذلك تضم الوثيقة، التزام أوكرانيا بعدم العمل على الحصول على أسلحة نووية أو أي أسلحة أخرى من أسلحة الدمار الشامل، والتزامها عدم استضافة أي قواعد أو قوت أجنبية فوق أراضيها، وأخيراً التزامها بعدم السماح بإجراء أي تدريبات عسكرية، سوى بموافقة الدول الضامنة وبينها روسيا كما ذكر رئيس الوفد الروسي.
وبذلك تكون أوكرانيا قد استجابت لمطالب الجانب الروسي، التي يطلبها منذ الإطاحة بحكومة الرئيس الأوكراني الشابق، فيكتور يانوكوفيتش.
وأضاف رئيس الوفد الروسي، معلقا على الوثيقة بالقول إنها تعني بأن “أوكرانيا أعلنت عن استعدادها لتلبية المطالب المبدئية التي كانت روسيا تصر عليها على مدى هذه السنوات. وإذا تم تطبيق هذه الالتزامات فإن ذلك سيؤدي إلى إزالة خطر إنشاء معسكر خاص بالناتو في أراضي أوكرانيا، ويكمن في ذلك مضمون ومغزى وأهمية الوثيقة التي تم تنسيقها على مستوى رفيع إلى حد ما”.
المسؤول الروسي، لم ينسّ التأكيد على أن بلاده، ماتزال متمسكة بموقفها حول شبه جزيرة القرم، وجمهوريتي دونتيسك ولوغانسك الشعبيتين.
ورحبت الأمم المتحدة بما تم التوصل إليه خلال المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك خلال مؤتمر صحفي أمس: “نأمل بأن التصريحات والوعود التي سمعناها سيتم تحقيقها على الأرض، ويجب أن يكون هناك وقف إطلاق النار”.
يذكر أن موسكو أعلنت تقليص أنشطتها العسكرية، على محوريي كييف وتشيرنيغوف، بالتزامن مع المفاوضات مع أوكرانيا في تركيا، وهو مؤشر اعتبره مراقبون دليلاً على نجاح المفاوضات وإمكانية إحراز تقدم ملموس فيها، بشرط أن يبقى الرئيس الاوكراني، فلاديمير زيلينسكي ثابتا على رأيه، دون أن يغيره في حال تعرض لضغوط أميركية أو وعود غربية جديدة بدعمه.
اقرأ ايضا: روسيا وأوكرانيا: تغييرات إيجابية على الأرض بعد تقدم بالمفاوضات