قدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بادرة حسن نية كبيرة تجاه السعودية وتحديدا ولي عهدها، الأمير محمد بن سلمان، متخلياً عن جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بعد أن وافق على طلب نقل القضية إلى الرياض.
الوكالة العربية للأنباء
وأعلنت وزارة العدل التركية الخبر، في وقت نددت خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز الخطوة، وقالت: “لا يمكن أن نتوقع إجراء محاكمة عادلة في الرياض”.
وسبق أن أدت جريمة قتل خاشقجي قبل أربع سنوات، إلى شرخ كبير بين السعودية وتركيا، وأججت حجم العداء المتبادل بين الدولتين اللتان تتنافسان على الزعامة الإسلامية في العالم، وحينها ألمح الرئيس التركي، إلى أن ولي العهد السعودي هو المسؤول عن جريمة تقطيع الصحفي السعودي ضمن قنصلية بلاده في تركيا.
اقرأ ايضا: كشف ملابسات التوتر بين السعودية والإمارات مع واشنطن
وفي وقت سابق من يوم الخميس، طالب المدعي العام التركي، إيقاف محاكمة 26 مواطنا سعودياً كان مشتبه بهم في جريمة مقتل خاشقجي.
وبحسب المدعي العام التركي، فإن المتهمين مواطنين أجانب، من السعودية ولا يمكن تنفيذ مذكرات اعتقال بحقهم، ولا أخذ أقوالهم، بينما قال وزير العدل التركي، بكير بوزداج أمس الجمعة، إن الجانب السعودي طالب نقل القضية إلى محاكمهم، وأضاف: “إذا أدانت السلطات السعودية المتهمين، فإن المحكمة التركية ستُسقط القضية، وإذا تمت تبرئتهم في المملكة، فقد تستأنف المحكمة التركية المحاكمة”.
وبحسب المصادر، فإن الخطوة التركية تلك تجاه السعودية جاءت كبادرة حسن نية من أردوغان لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ففي حين يبحث أردوغان عن إعادة العلاقة مع الرياض بأي شكل من الأشكال، كان شرط إغلاق قضية خاشقجي أحد أبرز مطالب الرياض.
من جانب آخر، فإن التوقيت يعتبر مثالياً لصالح السعودية فالولايات المتحدة ورئيسها، جو بايدن لن يهاجموا الخطوة، أو يدينوها وبأحسن الأحوال، ربما يصدر بيان يشجب الموضوع بشكل فاتر، فبايدن الذي يبحث إرضاء ابن سلمان بأي طريقة لمواجهة روسيا عن طريق زيادة إنتاج النفط، لن يغامر بخسارة فرصه القائمة حالياً، بالانحياز لصالح الإنسانية والسعي لمحاسبة قتلة جمال خاشقجي الذي توفي تقطيعاً في قنصلية بلاده قبل عدة سنوات، وعلى إثرها اتخذ بايدن موقفا عدائيا من المملكة وابن سلمان.
ويعتقد مراقبون، أن تطبيع العلاقات التركية السعودية لن يطول بعد اليوم، وربما نسمع في أي لحظة عن زيارة للرئيس التركي، ونراه في أحضان ولي العهد السعودي بقلب العاصمة الرياض.
اقرأ ايضا: الإمارات والسعودية تنجحان في خفض اعتمادهم على النفط