الواقعية الدفاعية الجديدة هي نظرية بنيوية مستمدّة من مدرسة الواقعية الجديدة في نظرية العلاقات الدولية، وجدت أساسها في عمل كينيث وولتز نظرية “علم السياسة الدولية”.
الوكالة العربية للأنباء
وذلك من خلال ما قاله وولتز بأن البنية الفوضوية للنظام الدولي تشجّع الدول على الحفاظ على سياسات معتدلة ومحافظة لتحقيق الأمن، في المقابل، تفترض الواقعية الهجومية أن الدول تسعى إلى زيادة قوّتها ونفوذها لتحقيق الأمن من خلال السيطرة والهيمنة، تؤكّد الواقعية الدفاعية أن التوسّع العدواني كما يروّج له باحثو الواقعية الجديدة الهجومية يزعج ميل الدول إلى الامتثال لنظرية توازن القوى، مما يقلّل من شأن الهدف الأساسي للدولة، الذي يجادلون فيه وهو ضمان الأمن.
في حين أن الواقعية الدفاعية لا تُنكر حقيقة النزاع بين الدول، ولا تنكر أيضاً وجود حوافز لتوسّع الدولة، إلا أنها تدّعي أن هذه الحوافز متقطّعة وليست متوطّنة، كما تشير إلى المُعدلات البنيوية مثل المسألة الأمنية والجغرافيا والمعتقدات والنظريات الخاصة لتفسير اندلاع الصراع.
بالتالي، إن الواقعية الدفاعية هي نظرية بنيوية تشكل جزءاً من الواقعية البنيوية، والمعروفة أيضاً باسم الواقعية الجديدة، وهي مجموعة فرعية من المدرسة الواقعية للفكر في نظرية العلاقات الدولية. وبالتالي، فإن الواقعية الجديدة تنطلق من الافتراضات النظرية الأساسية الخمسة للواقعية كما حددها الباحث الواقعي الجديد الهجومي جون ج. ميرشايمر في “الوعد الكاذب للمؤسسات الدولية”، هذه الافتراضات هي: النظام الدولي فوضوي، تمتلك الدول بطبيعتها بعض القدرات العسكرية الهجومية، والتي تمنحها القدرة على الأذى وربما تدمير بعضها، لا يمكن للدول أن تكون على يقين من نوايا الدول الأخرى، الدافع المحرّك الأساسي هو البقاء، تفكر الدول بطريقة استراتيجية في كيفية البقاء في النظام الدولي.
هذه الافتراضات تكمن وراء اعتقاد الواقعية القديمة إلى أن بقاء الدولة يتحقّق من خلال المساعدة الذاتية، ومع ذلك، فإن الواقعية الدفاعية تحيد عن افتراض الواقعية الكلاسيكية الرئيسي الآخر بأن عيوب الطبيعة البشرية وتعقيداتها هي التي تقود النظام الدولي، وبناءً على هذه الافتراضات الأساسية للواقعيين الجدد، ترُسي الواقعية الجديدة الدفاعية والهجومية فهمهما المنافس للأنماط السلوكية للدولة.
عبد العزيز بدر القطان – مستشار قانوني – الكويت.
اقرأ أيضاً: المصطلح السياسي العسكري الاقتصادي.. فرّق تسد