لن تكون مفاجأة كبيرة، أن نسمع خبر وصول الرئيس التركي إلى سوريا وحتى اعتذاره من نظيره السوري، عن الدور التدميري الذي لعبه خلال سنوات الحرب عليها، هذا ليس ضربا من ضروب الخيال، إنما مجرد توقعات لبعض المحللين، مستندين فيها إلى التصرفات التركية الأخيرة.
الوكالة العربية للأنباء
يقول المحلل والكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رضخ أخيراً، لأوامر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وأغلق بشكل كامل ملف قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والتي اتهم ابن سلمان فيها.
كل ذلك مقابل تحسن العلاقات التركية السعودية، ورفع الحظر السعودي عن البضائع التركية، فهدف اردوغان اليوم لا يتجاوز إنقاذ اقتصاد بلاده، ولن يدخر خطوة بهذا الاتجاه حتى لو كانت التقارب مع سوريا ورئيسها بشار الأسد، بعد عداوة امتدت لأكثر من 11 عاماً.
اقرأ ايضا: قسد والاحتلال الأمريكي يحاصرون قريتين في سوريا
يورد عطوان مثالاً آخر على ترنح السياسة التركية، واتجاهها نحو المصالح الاقتصادية، ما فعله أردوغان مع مصر، حيث طرد المعارضة المصرية وأغلق قنواتها ومكاتبها، وكل هذا فقط لاستعادة العلاقات مع القاهرة، التي ماتزال غير موافقة على المضي قدما في التطبيع الكامل مع أنقرة.
يتوقع الكاتب الفلسطيني، أن تكون خطوة أردوغان القادمة، طرد قيادات حماس، وإغلاق مكاتبها في تركيا، بعد التقارب الأخير بينه وبين إسرائيل، علماً أن حركة حماس ذاتها كانت قد تخلت عن وجودها في سوريا لتنضم إلى الدول المتآمرة في حربها على السلطات السورية.
ما يهم أردوغان اليوم هو البقاء في منصبه، وضمان نجاحه في الانتخابات الرئاسية المقررة العام 2023 القادم، وسط انهيارات كبيرة ومتسارعة في الاقتصاد التركي، فأردوغان يدرك أنه لن يحظى بالأصوات طالما أن الأتراك يعانون الفقر، لذا فإن تغيير سياسته بات واجباً للحصول على المزيد من الأموال.
مؤخراً قيل إن الإمارات عرضت على أردوغان مكاسب اقتصادية كبيرة جداً، وكل هذا بشرط خروجه من سوريا بشكل كامل، وإيقاف دعم المسلحين فيها، واستئناف العلاقة مع الرئيس السوري، مايزال رد أردوغان على تلك الطلبات مبهما نوعا ما، ولا يوجد أي مؤشرات على الأرض تقول بأنه يحاول تغيير سياسته، لكن ومع الحديث عن التقارب السوري السعودي، ربما يصبح هذا الأمر واقعاً خلال الفترة القادمة.
يقول عطوان: “لا نستبعد أن يجثوا الرئيس أردوغان على رُكبتيه تحت أقدام الرئيس السوري بشار الأسد يومًا ما، مُعتَذِرًا عن دوره التّدميري لأراضي سوريا هذا إذا بقي في الحُكم بعد الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة التركيّة التي ستجري في العام المُقبل، مثلما لا نستبعد أيضًا أن يطرد اللاجئين السوريين من بلاده، ويُسلّم بعض المُعارضين للسّلطات السوريّة كعربون لحُسن النّوايا، وإعادة العُلاقات بين البلدين”.