أدلى سفير السعودية في لندن، الأمير خالد بن بندر، وهو نجل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق بندر بن سلطان، بتصريحات غريبة للغاية، تؤكد انفتاح المملكة والمضي قدما بتغيير سياساتها المتطرفة، وهو أمر لا يمكن التنبؤ بمدى قبول المجتمع السعودي به، خصوصا أن المملكة بقيت لسنوات طويلة، أكثر الدول محافظة في المنطقة العربية.
الوكالة العربية للأنباء
وقال الأمير السعودية، خلال ندورة ألقاها في جامعة أكسفورد البريطانية، إن قيادة المملكة ليست دينية، لافتا أن السعودية قبيلة بدوية وصلت إلى الحكم بعد انتصارها في المعارك على باقي القبائل الأخرى.
وعملت الرياض مؤخراً، وتحديدا منذ وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى زمام السلطة في البلاد، على إظهار نفسها كدولة قبلية لا دينية، خصوصا مع إصرار الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، على اتهام الرياض بأنها المسؤولة عن دعم الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط، وهي السبب في نشوء تنظيم القاعدة كذلك داعش.
اقرأ ايضا: أردوغان يتخلى عن خاشقجي ويرضخ لمطالب السعودية
السفير السعودي لدى لندن، اكد أن السعودية “لا تستمد شرعيّتها في الحُكم من مُنطلقٍ ديني، مثل الدول التي يرتبط نسب حكامها بالنبي محمد”، إلا أن الأمير السعودي عاد وقال: “لكنّنا مركز العالم الإسلامي”.
وأضاف: “لا نلعب دور القيادة الدينيّة، ولكنّنا نُحاول جمع كلمة المُسلمين، ولدينا القدرة على ذلك”، وذلك في رد غير مباشر منه، على الاتهامات التي طالت السعودية مؤخرا، بأنها تخلت عن الدين الإسلامي، وبدأت تدعم الترفيه والانفتاح، وتتجه لإنشاء علاقات مع إسرائيل.
ورغم كثرة الأحاديث مؤخراً، عن وجود قطيعة في العلاقات بين الرياض وواشنطن، على خلفية موقف الرياض الداعم لموسكو في الحرب الأوكرانية، قال الأمير خالد بن بندر، إن المملكة ستبقى مخلصة للأصدقاء في السراء والضراء، “لكن السعودية تشعر أحيانا أن أولئك الأصدقاء لا يقفون معها أو يساندونها”، في إشارة واضحة إلى عدم تقديم الولايات المتحدة أي مساعدة للرياض لصد الهجمات الحوثية.
ويفهم من حديث الأمير السعودي، أن بلاده ربما تتجه لعقد علاقات مع روسيا، حيث قال إن السعودية “تتبع نهج البحث عن الصّداقات المُفيدة”.
ويبدو من حديث الأمير السعودي، أن هناك تحولاً كبيرا في سياسة المملكة، وقرأ مراقبون تصريح السفير السعودي الأخير، بأن السعودية لا تعتبر الولايات المتحدة حاليا من الدول ذات الصداقات المفيدة، مرجحين أن تحالفا سعوديا روسيا ربما يكون قد بدأ بالفعل.
اقرأ ايضا: كشف ملابسات التوتر بين السعودية والإمارات مع واشنطن
