لخصت صحيفة الفايننشال تايمز، الأسباب التي تدفع روسيا لتسعير غازها بالروبل الروسي، والإصرار على استخدامه في التعاملات التجارية مع الدول غير الصديقة، بأنها تأتي لكسر العقوبات الغربية المفروضة عليها، وأن المكاسب الروسية وراء هذا الأمر هي سياسية بالدرجة الأولى.
الوكالة العربية للأنباء
ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الأسبوع الفائت، مرسوماً يقضي ببدء دفع تكاليف الغاز الروسي بالروبل اعتبارا من مطلع نيسان الجاري، وإلا سيتم إيقاف واردات الغاز لكل الدول التي ترفض الدفع بالروبل من خلال غازبروم بنك.
تقول الصحيفة البريطانية، إن الرئيس بوتين يهدف إلى إجبار الدول الغربية، بكسر عقوباتها التي فرضتها على روسيا ووضعها بموقف ستكون مضطرة فيه، إلى التعامل مع البنك المركزي الروسي ونظامه المصرفي.
اقرأ ايضا: هل ترسل الصين مساعدات عسكرية لـ روسيا
من الناحية المادية على الأرجح فإن روسيا لن تستفيد من القرار، وفق الصحيفة، إلا أنها بكسر العقوبات المفروضة عليها على الأرجح، يتحقق العديد من المكاسب مستقبلاً.
ومهما كانت نوعية الدفع من قبل الدول الغربية، سواء من خلال الروبل أو أي عملات أجنبية أخرى، فإن الجانب الروسي سيكسب مخزونا كبيرا من العملات الأجنبية، وهذا يفيد موسكو لشراء المستوردات أو حتى لدعم الروبل بوجه العقوبات.
وتشترط روسيا على الشركات الأوروبية التي ستشتري الغاز منها، دفع 80 في المئة من الإيرادات بالروبل الروسي، وهو أمر لن يحصل إلا من خلال المصرف المركزي الروسي، الذي فرضت عليه الدول الغربية مؤخرا عقوبات شديدة.
يقول كبير محللي الاقتصاد الكلي في مصرف رابوبانك، باس فان جيفن، إن روسيا “ستقبل قريبا المدفوعات مقابل الغاز الطبيعي بالروبل فقط، الذي لا يمكن الحصول عليه إلا عن طريق البنك المركزي الروسي الخاضع للعقوبات، وهذا إما سيجبر الغرب على التهرب من عقوباته الخاصة أو سيعلن بشكل فعال نهاية إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا“.
تصف الصحيفة البريطانية الوضع، بأنه “فجأة أصبح لدى روسيا نفوذ أكبر”، بينما يقول كبير محللي النفط والغاز في مجموعة “بي سي اس المالية” في موسكو، رون سميث إن القرار سياسي وليس تجاري “ويبدو أنه مصمم لتحويل بعض الانزعاج من القيود المفروضة على البنك المركزي إلى الشركات الأوروبية ولتقويض تلك القيود جزئيا”.
يرى غولدمان ساكس أنه “يمكن القول إن زيادة تكرار استخدام العقوبات المالية من قبل الولايات المتحدة كأداة للسياسة الخارجية يخلق حافزا عند بعض الدول للتنويع بعيدا عن الاعتماد المفرط على التجارة المقومة بالدولار”.
اقرأ ايضا: بلومبيرغ: روسيا ستكسب 321 مليار دولار من النفط هذا العام