بعد سنوات طويلة من الحرب في اليمن بات أهالي هذا البلد، ليلتهم أمس بطمأنينة بالغة، بعد أن دخلت الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة حيز التنفيذ، مساء أمس السبت، وتستمر لشهرين، فيما يعتقد أنها ستنتهي بإعلان إنهاء الحرب اليمنية.
الوكالة العربية للأنباء
وقال المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ، إن كافة العمليات العسكرية والهجومية في البحر والبر والجو، قد توقفت نهائيا ابتداء من مساء أمس السبت، وأضاف أن “نجاح هذه المبادرة يعتمد على التزام الأطراف المتحاربة المستمر بتنفيذ اتفاق الهدنة بما يتضمن الإجراءات الإنسانية المصاحبة”.
وقال بيان صادر عن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إن بنود الهدنة تتضمن “تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من والى مطار صنعاء كل اسبوع”.
اقرأ ايضا: توقف العمليات العسكرية في اليمن لمدة شهرين
وتحاول السعودية جاهدة إنهاء الحرب اليمنية التي استنزفتها طيلة السنوات الماضية، دون أن تستطيع إحداث أي خرق في الجبهات المفتوحة منذ عدة سنوات، وطلبت إلى إيران مرارا وتكرارا التدخل في اليمن وإقناع الحوثيين بالقبول باتفاق ما، يظهرها بمظهر المنتصر، وهو ما تم رفضه.
واستضافت السعودية مؤخراً، نقاشات عميقة حول النزاع اليمني، لتعلن جماعة الحوثي التي رفضت حضور الاجتماع على أرض المملكة العربية السعودية، إعلان هدنة من جانبها ليومين، تبعها هدنة الأمم المتحدة لشهرين، فيما يوحي بأن هناك تنسيقا كبيرا من تحت الطاولة بين كل أطراف الصراع في اليمن السعيد، كما كان يوصف سابقاً.
واتت استجابة السعودية بشكل سريع على هدنة الحوثيين، وأعلن التحالف الذي تدعمه ضدهم في الأراضي اليمنية، إيقاف العمليات العسكرية في اليمن خلال شهر رمضان الذي بدأ أمس السبت، بالتزامن مع هدنة الأمم المتحدة.
وقال هانس غروندبرغ إن “الهدنة ما هي إلا خطوة أولى، آن أوانها بعد تأخر طويل”، مؤكدا أن “الهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة هم بأمس الحاجة اليها، تُفرِّجُ عنهم المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن”.
ورحبت الولايات المتحدة بالهدنة في اليمن ووصفها الرئيس جو بايدن، بأنها خطوة لا تكفي، إلا أنها أمر انتظره الشعب اليمني طويلاً، وأكد على ضرورة إنهاء الحرب.
العديد من الدول الأخرى أعلنت ترحيبها بالهدنة، مثل بريطانيا وفرنسا، والتحالف العسكرية الذي تقوده السعودية، كذلك الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله، الحوثيون.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام: “نرحب بإعلان هدنة إنسانية بموجبها تتوقف العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة”.
ووصفت هذه الهدنة بأنها الأولى من نوعها في اليمن في وقت يقول مراقبون، إن الهدنة تمت من خلال المساعي الإيرانية الروسية، التي تهدف إلى إرضاء السعودية لضمان عدم عودتها للولايات المتحدة، والقبول بزيادة إنتاج النفط بما يكون عامل ضغط على روسيا.
مراقبون آخرون قالوا، إنه وبعد الهدنة اليمنية بات من المرجح أن نسمع، بنجاح المفاوضات السعودية الإيرانية، وحتى عودة العلاقات السورية السعودية، إذ يبدو أن كل التحالفات والعداوات في طور التبدل داخل المنطقة العربية اليوم.
اقرأ ايضا: اليمن يودع الحرب بعد تفاهمات سعودية إيرانية