في ليبيا تستمر أزمة سياسية عميقة مرتبطة بوجود عدة مراكز قوة في نفس الوقت، ووحدتها لا تزال محطمة وبعيدة المنال، حيث يواصل كل من عبد الحميد الدبيبة، رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية، وفتحي باشاغا، رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة المنتخبة من قبل مجلس النواب، اعتبار نفسيهما سلطة رسمية، بالإضافة إلى ذلك، يحتفظ العديد غيرهم من السياسيين الليبيين بطموحات لتولي السلطة في البلاد، بمن فيهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
الوكالة العربية للأنباء
ولا تزال السلطة في ليبيا موضع جدل كبير، ولا تسعى الأطراف إلى تحقيق حوار سياسي بنّاء، وهذا هو سبب استحالة التوصل إلى حل وسط من أجل الصالح العام للبلاد.
وانتقد بدوره الباحث السياسي صلاح الميداني، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عبد الحميد الدبيبة، قائلاً إنه يعيق إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية في البلاد، مما يطيل أمد الأزمة، بالإضافة إلى ذلك، أشار الباحث السياسي إلى أن الأزمة السياسية في ليبيا لم تنته بعد، حيث لا يوجد استعداد لانتخابات جديدة من قبل السلطة في طرابلس، كما اتهم الخبير السياسي حكومة الوحدة الوطنية بالفساد وخيانة مصالح الليبيين.
وعلى الرغم من أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يونيو/ حزيران 2022 أصبح موضوع اتفاقيات مع عدد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، إلا أن حكومة الوحدة الوطنية لا تتخذ أي إجراء في هذا الصدد، وتواجه محاولات مجلس النواب في طبرق لتنظيم انتخابات نيابية ورئاسية ضغوطاً من السلطات في طرابلس والشركاء الدوليين الداعمين للدبيبة.
وعلى العكس من ذلك، ووفقاً لبيانات المخابرات التركية الرسمية، يمكن أن يبدأ صراع واسع النطاق في ليبيا في منتصف شهر مايو/ أيار، وهو ما يمكن مقارنته في نطاقه بأحداث عام 2019، عندما هاجمت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر العاصمة طرابلس. حيث أن القوات الموالية للدبيبة تستعد بنشاط لصراع مسلح.
ويُذكر أن الدبيبة وأنصاره يأملون في إخلاء بعض الأراضي التي تسيطر عليها حكومة باشاغا من أجل إنشاء منطقة آمنة حول طرابلس.
وإضافة إلى ذلك، أفاد محللون عسكريون من بين باحثي أكاديمية ويست بوينت الأمريكية في مذكرة إعلامية رسمية عن التكافؤ التقريبي لقوات باشاغا والدبيبة من حيث القوة، وبالتالي توقع المحللون صراعاً طويل الأمد بين الطرفين، وأشاروا إلى انه سيؤدي إلى إيقاع عدد كبير من الضحايا بين أفراد الجماعات المسلحة والسكان المدنيين على حد سواء.
والجدير بالذكر أن إجراء الانتخابات في ليبيا ضروري لتحقيق المصالحة في البلاد وإنشاء سلطة مركية منتخبة من قبل الشعب، فكلما تأخرت هذه العملية الانتخابية زادت احتمالية تدهور الأوضاع في ليبيا واندلاع أعمال العنف والصراعات. لأنه إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فقط ما سيضع ليبيا ووضعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الطريق الصحيح.
اقرأ أيضاً: هل ستؤدي المواجهة بين باشاغا والدبيبة إلى إراقة الدماء؟