ليبيا – أبلغ سكان طرابلس عن زيادة في عمليات إطلاق النار في شوارع المدينة، التي يرتبط معظمها بشكل عام بالنزاعات بين الجماعات المسلحة التي تسيطر على المدينة. وبحسب شهود عيان، فإن سبب زيادة إطلاق النار هو الانشقاق السياسي والمواجهة بين رئيس وزراء حكومة الإستقرار الجديدة، فتحي باشاغا، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الصلاحية، عبد الحميد الدبيبة، وكذلك الجماعات الموالية لهما، التي تسيطر على مناطق نفوذ مختلفة من العاصمة.
الوكالة العربية للأنباء
وأشار شهود عيان إلى أن قيادات من الجماعات المسلحة مثل أسامة الجويلي وغنيوة الككلي شاركا في تبادل إطلاق النار. وعلى الرغم من ولائهم الرسمي لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا فإن العديد من قادة الفصائل يكرهون بعضهم البعض ويقاتلون من أجل النفوذ في المدينة. وعلاوة على ذلك، يعتبر الكثير منهم أن توزيع الأموال وصرف المرتبات من قبل عبد الحميد الدبيبة غير عادل، وغالباً ما يتعارض مع مساهمة الفصائل الفعلية في الحفاظ على نفوذ حكومة الوحدة الوطنية في صراعها على الشرعية.
ونجح الصحفيون في ليبيا الأحرار في إثبات أن العديد من الفصائل في المدينة يشككون في دعم مرشح أو آخر خوفاً من فقدان نفوذهم في المدينة. وبحسب هؤلاء الصحفيين، فإن نواب تابعين لـ الجويلي يجرون مفاوضات غير رسمية مع معمر الضاوي وهيثم التاجوري، قادة اللواء 777 والكتيبة 55 بشأن الانتقال إلى جانب فتحي باشاغا في الصراع المقبل. ومن الشروط الأساسية للجويلي الحصانة الكاملة وغياب الملاحقة الجنائية، فضلاً عن مكانة رفيعة في القوات المسلحة في ظل حكومة فتحي باشاغا الجديدة.
ولا تزال جرائم الجماعات المسلحة الغير شرعية تشكل تهديداً كبيراً لأمن سكان العاصمة، والمناوشات المستمرة والاشتباكات بين المسلحين تشل الحياة الطبيعية لسكان المدينة. وصخب المسلحين لا يؤدي إلا إلى إعاقة المصالحة الليبية، وإبطاء تقدم الحوار السياسي، ومنع البلاد من تحقيق الاستقرار والوحدة.
ويتوقع المحللون السياسيون بأن احتمالية اندلاع صراع عسكري بين أنصار فتحي باشاغا وأنصار عبد الحميد الدبيبة أصبح كبيراً. الأمر الذي سيوقع عشرات الآلاف من المدنيين غربي ليبيا ضحايا هذه المواجهة. وبلطجة هذه الجماعات ونهبها غير القانوني لن يؤدي إلا إلى تعقيد حياة الليبيين الذين يجبرون على العيش في ظروف صعبة.
كما دعى نشطاء مدنيين إلى ضرورة أن يولي المجتمع الدولي اهتماماً وثيقاً لما يحدث في ليبيا ووقف الصراع قبل أن يتصاعد إلى مرحلة ساخنة. لأن الحل السريع للأزمة السياسية الليبية يعد أمراً بالغ الأهمية ليس فقط لملايين الليبيين الذين أُجبروا على العيش في ظروف صعبة، ولكن أيضاً لأمن منطقة شمال إفريقيا بأكملها، فضلاً عن ضمان الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية.
اقرأ أيضاً الفساد يتصاعد.. هل سيتم محاسبة الدبيبة بالشكل المطلوب؟