بعد هدوء نسبي شهدته ليبيا خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والاتفاق على يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول (2021) كموعد رسمي لإجراء الانتخابات بعد تذليل كل العقبات والصعاب التي حالت دون التشكيل في أوقات سابقة، إلا أن هذا الهدوء كان عبارة عن “هدوء ما قبل العاصفة”.
الوكالة العربية للأنباء
حيث عادت المشاكل والفوضى مجدداً بعد رفض الدبيبة تسليم السلطة لرئيس الوزراء الجديد، فتحي باشاغا، ما جعل الكثير من المحللين والخبراء يتوقعون عودة الأمور في ليبيا إلى المربع الأول، من الاقتتال بين الميليشيات المتواجدة والمنتشرة بكثرة في الداخل الليبي، لكن يبقى التساؤل الأهم، بما يتعلق بالتحالفات الدولية خاصة القوى المنخرطة منذ بداية الأحداث إلى يومنا هذا؟
وكما هو معروف أن لتركيا اليد الطولى في ليبيا من خلال نقلها لمرتزقة سوريين وأفارقة إلى مناطق الصراع، وكذلك هناك دور لقوات أفريكوم الأمريكية (مقرها المغرب)، وبالطبع قوات فاغنر، فما هي التفاصيل؟
ولفهم الأوضاع في ليبيا وتفسير دور شركة فاغنر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع قناة ميدياست التلفزيونية الإيطالية، الأسبوع الماضي، أن سلطات طبرق الليبية دعت للتعاون معها شركة فاغنر العسكرية الخاصة من روسيا، رغم عدم ارتباطها بالسلطات الروسية.
ووضح رجل الأعمال الروسي السيد يفغيني بريغوزين خلال إجابته على أسئلة مهمة، مثل هل كانت هناك أية اتفاقيات بين شركة فاغنر وسلطات طبرق الليبية، وفي حالة عدم وجود مثل هذه الاتفاقيات، فما الذي تحدث عنه رئيس وزارة الخارجية الروسية، سيرغي لافروف؟
قال بريغوزين مجيباً على هذه الأسئلة، نظراً لعدم وجود أي علاقة لي بمجموعة فاغنر، يمكن أن أجيبكم من وجهة نظري وتعليقي حول الموضوع، انا على قناعة تامة بعدم وجود اتفاق بين المجموعة المذكورة ومجلس النواب في ليبيا ربما هناك بعد عدد من “المفاجئات” التي يجهلها فريقي الصحفي، لكني واثق تماماً بعدم وجود اتفاق بين الطرفين الذين تم ذكرها أعلاه.
وأضاف، لا يمكنني أن أعرف السبب الحقيقي الذي دفع الوزير لافروف لإدلاء بتصريح كهذا، فربما لم ينغمس في تفاصيل جدول الأعمال أو أخطأ في شيء ما، وربما كان هناك ظروف أخرى معينة نتيجة للأسئلة الكثيرة التي تم طرحها، لذا لا أعتقد أن تصريحاته في المقابلة يمكن أن تتحذ منحى رسمياً حول علاقة فاغنر في ليبيا واتفاقها مع أي جهة.
وختم بالقول، إذا كان شغفكم بالحصول على الإجابة مهماً جداً بالنسبة لكم، فأنا أقل دراية من السيد لافروف، وبالتالي يمكن أن توجهوا رسالتكم له أو للمكتب الصحفي الخاصة بالخارجية الروسية، للتأكد منه حول ما إذا كان قد شاهد الاتفاق المذكور بأم عينيه أم أنه كان مجرد كلام.
اقرأ أيضاً: هل ستؤدي المواجهة بين باشاغا والدبيبة إلى إراقة الدماء؟