بناء الأمة هو إنشاء الهوية القومية وهيكلتها اعتماداً على سلطات الدولة، ويهدف هذا البناء إلى توحيد الشعب ضمن الدولة بغية بقائه مستقراً سياسياً وقابلاً للبقاء على المدى الطويل.
الوكالة العربية للأنباء
ووفقاً لهاريس ميلوناس، فإن “شرعية” السلطة في الدول الوطنية المعاصرة متصلة بحكم شعبي لدى الأغلبية، حيث يُعد بناء الأمة العملية التي تبنى تلك الأغلبيات خلالها، أما البناة لهذه الأمة، فهم أعضاء الدولة الذين يبادرون بتطوير المجتمع الوطني بواسطة برامج الحكومة، كالتجنيد الإجباري وانتشار مدارس المضمون الوطني.
كما يمكن أن يتمثل بناء الأمة في اللجوء إلى الدعاية وتنمية البنية التحتية الأساسية لتعزيز التآلف الاجتماعي والنمو الاقتصادي، ووفقاً للعالم السياسي في جامعة كولومبيا، أندرياس ويمر، تغلب ثلاثة عوامل في تحديد نجاح هذا المفهوم على المدى الطويل “التنمية المبكرة لمنظمات المجتمع المدني، ونشوء دولة قادرة على توفير المنافع العامة بالتساوي في جميع أنحاء الأقاليم، وظهور وسيلة اتصال مشتركة”.
في العصر الحاضر، يشير بناء الأمة إلى الجهود التي تبذلها الدول حديثة الاستقلال، لا سيما دول أفريقيا والبلقان، لإعادة تحديد عامة الشعب في الأقاليم التي انتزعتها السلطات أو الامبراطوريات الاستعمارية بغض النظر عن الحدود الإثنية أو الدينية أو غيرها، من شأن تلك الدول المعاد تشكيلها أن تصبح كيانات قومية مترابطة وقابلة للبقاء، كما ينطوي هذا المفهوم على إقامة الرموز الوطنية كالأعلام، والأناشيد الوطنية، والأيام الوطنية، والملاعب الوطنية، وخطوط النقل الوطنية، واللغات الوطنية، والخرافات القومية، على مستوى أعمق، ينبغي أن تُشيَّد الهوية الوطنية عمداً عبر تشكيل المجموعات الإثنية المختلفة في الدولة، نظراً إلى أن الممارسات الاستعمارية القائمة على مبدأ فرِّقْ تسُدْ في العديد من الدول المنشأة حديثاً أسفرت عن فئات سكانية متباينة الأعراق.
وجرت العادة أن يكون هناك التباس بين استخدام مصطلحي بناء الأمة وبناء الدولة (يُستخدم المصطلحان أحياناً على نحوٍ متبادل في جنوب أمريكا)، يمتلك كلاهما تعاريف متقاربة ومختلفة نسبياً في العلوم السياسية، إذ يشير المصطلح الأول إلى الهوية الوطنية، بينما يشير المصطلح الثاني أي بناء الدولة إلى مؤسسات الدولة ككل وبنيتها التحتية.
عبد العزيز بدر القطان – مستشار قانوني – الكويت.
اقرأ أيضاً: المساواة أمام القانون .. الجميع سواسية