يوم تحرير حلب استخدمنا أشعار المتنبي لحبيبه وأميره سيف الدولة الذي يكلّف الجيش همه ، وفي وقت آخر كتبنا لـ سيف دولتنا من أشعار المتنبي ما يجول في خاطرنا ونراه .. بالحدس السياسي وسلوك المارقين المتفشي، فاستحضرنا :
الوكالة العربية للأنباء
وسوى الروم خلف ظهرك روم *** فعلى أي جانبيك تميل
كتبناها اختصاراً لقناعة راسخة بأن الطوابير الخامسة والسادسة عدو متوارٍ وخناجر في ظهر سيف الدولة (دولتنا) تتبختر في المفاصل وبأننا نراها علّها تخاف فتخفف فجور الافصاح ، لكن لم ننجح في تحجيم المتآمرين على حاضنة الدولة، وحيث أن همنا الوطن فتعالينا عن الشخصانية والأشخاص ووثقنا ولم نزل نثق بحكمة من آمنا بقيادته .
ولكن عمق الجرح يعلي من عتبة الألم والألم صرخة نكتمها مثل جندي في خندق يعض منشفته حتى يقتلع رصاصة من صدره بيده بسكين مطهرّةٍ بالنار كي يعود لساحة المعركة خلف قائده فلا يكتشفه الأعداء في الداخل والخارج، وهكذا استمرت دورة حياتنا مع وطن في مرمى القناصة الدوليين والإرهابيين المحليين بكافة أصنافهم .. لكنهم استغلوا صمتنا لأجل البقاء في مواقعنا كجنود، وبدأوا يردمون الخنادق فوق رؤوسنا .
وأما من هم؟
فهم كل من ارتكبوا فعلاً أحمقاً في لحظات أهم ماهو مطلوب فيها هو الحكمة ..فالحماقة تضر بقدر الخيانة في لحظات مفصلية.
حادثتان كأنهما القشتان اللتان تقصمان ظهر بعيرنا الذي يحملنا، إحداهما قصف المطار الذي تجاوز كل عتبات الصبر، والثانية هي قصف كل إيماناتنا التي نقيمها سدوداً في قلوب بني هذا الوطن المعتصمين بحبل صبره على أنين، عندما بصق في وجههم الفجّار لينقعوا لحم أطفالهم وما تبقى من أشلاء في أطباق تقدم باردة أو ساخنة كوجبات فارهة بينما يدوسون مع الجواري والغلمان على خبز هذا الشعب ..أين سيف الدولة الآن؟
وصرنا في المنتصف ننفخ في الصور فلا يصل صدى إشهار الساعة وسط ضجيج الحياة الصاخبة لزمامير سيارات تزف لنا نبأ انهيار الوطن في استقبالات و صالات ترّكز أعمدتها فوق رفاتنا.. ولا تملك الوقت لتعقب الأداء العلني المطلوب في هنيهات الدقة ومفصلية الأحداث..
صمدنا وسنبقى نعم ليس لأن هناك من طلب منا ..لأن هذا واجبنا تجاه الوطن.
ولكن السؤال الأهم بأي حق نسمع هذا الكلام ممن ليس فقط لم يصمدوا وإنما عملوا جاهدين على تكسير عزيمتنا وقهر صمودنا و زعزعة الثقة بيننا وبين الوطن؟! سلّ سيفك يا سيف الدولة .
ميس الكريدي – كاتبة سورية – عضو اللجنة المصغرة عن المجتمع المدني.
اقرأ أيضاً: روسيا ترفض العملية العسكرية التركية في حلب و تتخذ خطوات عملية