ليبيا – اندلعت مساء أمس الجمعة، تظاهرات في عدة مدن ليبية، بما فيها العاصمة طرابلس، احتجاجاً على استمرار الأزمات التي تعيشها البلاد، وعلى رأسها سوء الخدمات، وانعكاساتها على الحالة المعيشية للمواطنين، جراء الصراع الدائر على السلطة بين من يسمون بأطراف الأزمة.
الوكالة العربية للأنباء
كما اندلعت احتجاجات أخرى شارك فيها عشرات المتظاهرين في كل من بنغازي والبيضاء ومصراتة وبعض البلدات الأصغر، مما يظهر مدى اتساع دائرة الغضب من الوضع، وانتقاله عبر خطوط المواجهة بين القوات المتنافسة في البلاد.
وهتف المحتجون في طرابلس “مللنا، مللنا، الشعب يريد إسقاط الحكومات، نريد الكهرباء”، وطالبوا بإجراء انتخابات، وردد المحتجون أيضاً شعارات ضد الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق عبر ليبيا قائلين “لا للميليشيات، نريد جيش وشرطة”.
وشوهد أفراد مسلحون تابعون للشرطة والجيش في محيط ساحة الشهداء، وخلال الاحتجاجات التي جرت قبل عامين، جرى إطلاق النار على المتظاهرين.
وقال المتخصص في الشأن الليبي في “المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية”، طارق مجريسي، عبر “تويتر” “اندلعت الاحتجاجات الشعبية في أنحاء ليبيا في مؤشر إلى السخط، بسبب تدهور نوعية الحياة والأزمة السياسية ومن يقف وراءها والأمم المتحدة التي انخرطت في لعبتهم”.
وكانت أخطر المظاهرات ما شهدته مدينة طبرق، والتي قام فيها المتظاهرون بحرق مبنى البرلمان، ما أثار استنكارًا شديدًا لما وصلت له الحال في البلاد.
وتعهدت حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، التي تشكّلت العام الماضي بحل المشكلات، لكن على الرغم من إصدارها عقوداً للعمل في عديد من محطات توليد الكهرباء لم يبدأ العمل في أيه منها، وحالت المشاحنات السياسية دون تنفيذ أي أعمال أخرى.
ويهدد استمرار الأزمة السياسية بتفاقم الأوضاع مع تعيين البرلمان الموجود في الشرق لفتحي باشاغا رئيسا لوزراء حكومة جديدة على الرغم من رفض رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التنحي عن المنصب.
يأتي هذا في ظل توجيه المحللين السياسيين والمراقبين والنشطاء بأصابع الإتهام للإدارة الامريكية والغرب عمومًا في ما يحدث من فوضى في البلاد.
وذلك بسبب دعمهم لحكومة منتهية صلاحيتها وغير شرعية، وعدم اكتراثهم بملفات الفساد التي تلاحق هذه الحكومة ورئيسها عبد الحميد الدبيبة، معللين ذلك بأن الغرب يحط أنظاره فقط على مصالحه وعلى النفط الليبي، وهو ما برز علنًا على لسان السفير الامريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الذي صرح بأن ليبيا تسطيع الوصول للانتخابات حتى بوجود حكومتين.
كما أشار المراقبون إلى أن حرق مبنى البرلمان هو بادرة من أجل دفع الشعب ضده، وإسقاطه، بالرغم من كونه الجسم الشرعي الوحيد في البلاد، والذي لم يستطع الإمساك بزمام المبادرة لحل الأزمة السياسية وجتى المعيشية، بسبب الغرب وشرعنتهم لحكومة الدبيبة.
اقرأ أيضاً: هل ستؤدي المواجهة بين باشاغا والدبيبة إلى إراقة الدماء؟