تستمر آثار إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، بكشف تفاصيل الصفقة السياسية المبرمة بين المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوحدة المنتهية الصلاحية، عبد الحميد الدبيبة ومستشارين وخبراء من الإمارات العربية المتحدة، ما زاد من تشعب الحالة الليبية مع كل يوم يمر، لما تلقي به قرارات قادتها بظلال على المشهد، وتسمح بدول خارجية السيطرة على مجريات الأمور وعلى الثروات الباطنية لهذه الدولة الغنية بالنفط.
الوكالة العربية للأنباء
حيث قال الخبير القانوني والسياسي محمد الهجري، أن أهداف إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله سياسية وعميقة، تهدف إلى أن تكون أموال النفط متاحة دون تعقيدات أو عراقيل أو حجج، وتسمح للإمارات العربية المتحدة بتمرير مشاريعها، وربما مثل صنع الله عائقًا كبيرًا أمام طرفي الصفقة، وهو ما أشار إليه بنفسه في تصريحاته.
الهجري أشار في تصريح متلفز إلى أن للصفقة دلالات منها الاستعجال بالاستلام واستخدام القوة حسب ما أشيع والانتقال السريع لمجلس الإدارة الجديد للشرق الليبي دون أي معارضات أو ممانعة من الفاعلين، وبالأخص من سحبوا الثقة من الدبيبة، بحسب تعبيره.
ونوّه إلى أن الخطوة أكبر من مجرد صفقة بل ربما تتحول لمشروع سياسي جديد يرمي لمرحلة انتقالية جديدة بين الفاعلين في الشرق والغرب ورعاتهم من الدول العربية والغربية، وتجمد مجلسي النواب والدولة.
وصاحَب عملية تعيين الشخصية المقربة من المشير، فرحات بن قدارة في منصبه جدلاً، فبعد رفض رئيس المؤسسة السابق مصطفى صنع الله، القرار، وتأكيده بطلانه، تمكّن بن قدارة من دخول مقر المؤسسة، وتنظّيم مؤتمر صحفي أكد خلاله تسلّم منصبه، ليعقبه سلسلة اجتماعات وقرارات برفع حالة القوة القاهرة، وفك الحصار النفطي وسلسلة الإغلاقات التي طالت القطاع بأكلمله.
والأمر الذي زاد الجدل المصاحب لعملية تعيين بن قدارة، كان تصريح صنع الله الذي تحدث فيه علناً عن محاولات الدبيبة لتمرير صفقات نفطية لأبو ظبي، فلا يخفى على أحد تدخلها الحاد وشبه المباشر في العدوان على طرابلس، لتحقيق مصالحها في هذا البلد الغني بالنفط، وها هي الآن تُزيح أحد الشخصيات التي كانت سابقة منيعة ولا يمكن المساس بها، من أجل السيطرة على قطاع الطاقة الليبي، مستغلة العجز والإنسداد السياسي، وحاجة كل من الطرفين المتحاربين للدعم.
حيث أن الإمارات العربية المتحدة، لعبت دوراً بارزاً في الأزمة بين شرقي وغربي ليبيا، بدعمها للجيش الوطني الليبي ماليًا وعسكرياً، ودعم عدوان المشير حفتر على طرابلس عام 2019، وهي نفسها الآن من دفع بهذه الصفقة السياسية العميقة، بالمشاركة مع المشير الحربي ورئيس حكومة الوحدة المنتهية الصلاحية، عبد الحميد الدبيبة .
أما الدبيبة من جانبه كان على شفى السقوط، أو الدخول في اقتتال طويل الأمد مع الجماعات المسلحة الموالية للحكومة الموازية بقيادة فتحي باشاغا، والتي تحاول السيطرة على مؤسسات الدولة في طرابلس، وناهيك عن ذلك، كان رئيس الحكومة المنتهية يواجه ضغوطات كبيرة بسبب اصطفاف العديد من الأجسام السياسية وراء هذه الحكومة الجديدة، الأمر الذي كان يشبه العزلة بشكل أو بآخر، ليطلق بعد ذلك بوادر التطبيع ويحقق أول بند في الصفقة الإماراتية، والتي تمثلت في تغيير مجلس إدراة المؤسسة الوطنية للنفط، ورئيسها.
اقرأ أيضاً: التظاهرات تعم أرجاء ليبيا .. وخطر محدق بالأوساط الشرعية