إن التطورات المتسارعة على الساحة الليبية، تسببت في مأزق حاد للتواجد التركي في ليبيا الذي بدأ يواجه ما يشبه حالة من العزلة السياسية، بعد أن فقد أهم أتباعه ألا وهو رئيس مؤسسة النفط الوطنية.
الوكالة العربية للأنباء
لتستمر نجاحات قطاع النفط في ليبيا في الوصول إلى معدلات إنتاج غير مسبوقة منذ إقالة رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله الذي أهمل تطوير القطاع لـ8 أعوام، وكان يلبي طموحات تركيا في نهب موارد البلاد.
ويواصل مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الليبية الجديد إصلاح ما أفسده صنع الله خلال ثمانية أعوام بالفساد والتهميش والإهمال الذي وصفه كثير من المسؤولين بالمتعمد منذ توليه ذلك المنصب بشكل غير قانوني عام 2014، يُشار الى أن إقالة صنع الله، تمت وفق صفقة بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر برعاية إماراتية.
حيث تم منح حفتر مبالغ مالية لتمويل الجيش وتنصيب فرحات بن قدارة المقرب منه رئيساً للمؤسسة، مقابل رفع الحصار عن الموانئ والمنشآت النفطية الواقعة في مناطق سيطرة الجيش الوطني الليبي.
فقد بدأ المتظاهرون في ليبيا إغلاق العديد من الموانئ الرئيسية وحقول النفط خلال أبريل/نيسان؛ ما تسبب في انخفاض الإنتاج إلى 0.5 مليون برميل يوميًا بحلول يوليو/تموز 2022، وفق تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقبل بدء الإغلاقات النفطية الليبية كان إنتاج النفط في البلاد يبلغ 1.3 مليون برميل يوميًا، بحسب وكالة بلومبرغ؛ ما يعني أن الإمدادات تراجعت 800 ألف برميل يومياً خلال 3 أشهر.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في 15 يوليو/ تموز الماضي، رفع حالة القوة القاهرة عن حقول وموانئ النفط، ما أسهم في عودة الإنتاج إلى 1.2 مليون برميل يومياً منذ بداية أغسطس/آب، وبحسب المراقبين، فإن نجاح الامارات العربية المتحدة ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، في إجبار كل من الدبيبة، وحفتر، بالتوصل إلى إتفاق، أدى الى تحجيم الدور التركي في ليبيا .
حيث فقدت أنقرة نفوذها على عصب الإقتصاد الليبي الوحيد، والذي يتمثل بالمؤسسة الوطنية للنفط، التي تسيطر وتسير كل ما له علاقة بقطاع الطاقة في البلاد، لذا فإن عملية إقصاء تركيا في ليبيا تأتي في صالح الشعب الليبي، الذي عانى كثيراً من هيمنتها على مراكز صنع القرار في طرابلس وإستخدامها لمرتزقتها السوريين في كل مناسبة، لخدمة مصالحها في نهب موارد الشعب الليبي.
كما أن على السياسيين الليبيين الغارقين بخلافاتهم إنتهاز الفرصة، وإيجاد السبيل لإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية يطمح لها الشعب الليبي من أجل إعادة توحيد البلاد وإستعادة إستقرارها وإستقلالها.
اقرأ أيضاً: استنفار في طرابلس وهجوم جديد على مقر المخابرات