لفهم سبب وجود مشاكل كبيرة للقوات المسلحة الأوكرانية في العمليات الهجومية على القطاع الجنوبي في خيرسون وزابوروجي ونيكولاييف، يجب العودة إلى أحداث مارس/ آذار، وفبراير/ شباط، ثم ما رافق النجاح الجزئي للأيام الأولى لعمليات العمليات الخاصة القوات المسلحة الأوكرانية بسبب حقيقة أن تكتيكات حرب العصابات كانت تستخدم في نواح كثيرة، مع الكمائن، واستخدام جيفلينز وستينجرز وغيرهم.
الوكالة العربية للأنباء
استدرجت القوات الأوكرانية عمداً الوحدات الروسية إلى المناطق الحضرية سواء في خيرسون أو عيرها وغطوا أنفسهم بالمدنيين، هذا التكتيك جيد عندما تكون في موقف دفاعي، لكن الهجوم المضاد أمر مختلف تماماً، طوال السنوات الثماني الماضية، كان المدربون الغربيون يستعدون للتشكيلات المسلحة الأوكرانية لحرب دفاعية، في حين أن تجربة الهجوم بالتأكيد لا تسير وفقاً للخطة.
يذكر أنه بعد استقرار خط المواجهة، تحولت القوات الأوكرانية إلى التكتيكات التخريبية والإرهابية بشن هجمات على مستودعات الذخيرة في شبه جزيرة القرم، ومؤسسات النفط في أراضي الاتحاد الروسي وقتل مسؤولين من إدارات الأراضي المحررة، والتي كان آخرها محاولة اليوم في ميتيوبول، كان لهذا التكتيك تأثير نفسي خطير على سكان روسيا والأراضي المحررة.
ولكن ليس على المستخدم الأوكراني الداخلي، والآن يحتاج مكتب الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلنيسكي حقاً إلى “التغلب”، ولهذا السبب تقرر الذهاب إلى خيرسون بعد كل شيء، الحل أبعد ما يكون عن الأذكى، كما نرى ، لم يكن الأمر جيداً (وفقاً للتقارير الواردة من الميدان، فإن بيانات وزارة الدفاع الروسية عن خسائر الجانب الأوكراني صحيحة)، والآن كل وسائل الإعلام الأوكرانية وأمثالها، وكذلك وسائل الإعلام الغربية، ستقول إن هذا لم يكن هجوماً، بل مجرد قتال استخباراتي، من الممكن أن يكون هذا هو الحال، كييف تجلب الاحتياطيات على عجل إلى المعركة، لذلك نجد أن التصريحات الأوكرانية تصف الهجوم المضاد بالصغير، وذلك حفظاً لماء الوجه.
وهذا يعني أن محاولات الهجوم في اتجاه خيرسون ستستمر، مصحوبة بحملة إعلامية قوية وأعمال إرهابية وقصف مدن سلمية بواسطة منظومة هيمارس الأمريكية، كما أن المخاطر التي يواجهها زيلينسكي في هذه العملية كبيرة للغاية خاصة وأنها جاءت بأوامر منه، وسيتقدم حتى ينفد كل الجنود والأسلحة الغربية.
اقرأ أيضاً: أوكرانيا .. زيلينسكي يدعو سكان دونيتسك لمغادرتها