رغم الاجتماعات الأمنية بين السعودية وإيران التي احتضنتها بغداد وعمّان وتم رأب الصدع على الأقل ظاهرياً لكن لا يزال من المبكر الحديث عن تطبيع كامل بين البلدين، فما هي أخر تطورات هذا الملف؟
الوكالة العربية للأنباء
جولات خمس، وتصريحات متباينة من كل من طهران والرياض على مدار الأشهر الماضية دون الوصول إلى خطوة معلنة بشأن عودة السفراء أو عقد لقاءات على مستويات عليا، تصريحات الجانب الإيراني تشير إلى ضرورة التزام الطرف السعودي بتعهداته، هي نفسها التصريحات الصادرة من الجانب السعودي الذي يطالب بضرورة توقف إيران عما يصفه بالتدخل في شؤون الدول العربية.
اللقاءات التي جرت في العراق خلال الفترة الماضية وصفت بالإيجابية بحسب معلومات من مصادر مطلعة على مسار المفاوضات، غير أن الخطوة لم تترجم بشكل عملي حتى الآن، حيث أن إعادة سفراء الكويت والإمارات جاءت في إطار التنسيق مع السعودية وتهيئة الأرضية لتقارب أكبر وعودة السفراء في العاصمتين، طهران والرياض.
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تصريحات خلال مؤتمر صحفي، على أهمية الحوار بين إيران ودول المنطقة، موضحاً أن العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية يمكن أن تعود إذا نفذت الرياض “بعض النقاط التي تعهدت بها” خلال محادثات بغداد، على حد تعبيره، وأضاف رئيسي: “شهدنا زيادة بمقدار 5 أضعاف في مستوى التفاعل مع دول المنطقة، وأكدنا ضرورة الحوار مع هذه الدول بعيدا عن التدخل الأجنبي”.
من جانبه، قال عبد الله العسيري الخبير الاستراتيجي السعودي، إن عودة العلاقات بين دول الخليج وإيران هي في إطار الحرص على وجود قنوات اتصال لاحتواء الفجوات، في حال تحول السياسة الإيرانية للمشاركة الأمنية والبناء والاستقرار، في حين أن المملكة لا تمانع من إقامة علاقات شرط صدق النوايا والحرص على التنمية والازدهار في المنطقة واحترام المعاهدات والمواثيق.
وأضاف أن موقف السعودية تجاه إيران يتوقف على صدق النوايا وتعهد طهران “بعدم التدخل في شؤون الدول العربية والهيمنة التي تسعى لها”.
الجدير بالذكر أن خلافات عميقة تسود بين طهران والرياض في العديد من الملفات بما في ذلك الملف اليمني، حيث تقود السعودية تحالفاً عسكرياً لدعم القوات الحكومية في مواجهة “أنصار الله” المدعومة من إيران، والتي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
اقرأ أيضاً: توزيع مسودة قرار بشأن الاتفاق النووي الإيراني ماذا يتضمن ؟