رحبت أسواق الأسهم الأميركية بأحدث الأرقام التي تؤكد على قوة أداء الاقتصاد، حتى لو أن ذلك يعني احتمال استمرار سياسة الاحتياطي الفيدرالي التقشفية.
قادت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى انتعاش سوق الأسهم، مع ارتفاع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 2% تقريبا، وتوقف هبوط دام يومين لمؤشر “ستاندرد آند بورز 500”.
ارتفع سهم “تسلا” بعد تدهوره بنسبة 6%، وقفز سهم “سنوفليك” (Snowflake) إثر شراكة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي مع شركة “إنفيديا”، وتقدم سهم شركة “ميتا بلاتفورمز” المالكة لمنصة “فيسبوك” بعد رفع مصرف “سيتي غروب” سعره المستهدف. تخلف أداء سهم “ألفابت” مع إعلان أحد المحللين الماليين أن مالكة محرك “غوغل” تتقدم “بوتيرة أسرع مما ينبغي” في مجال الذكاء الاصطناعي.
للمرة الأولى منذ بداية 2022، أظهر تقرير ثقة المستهلك أن نسبة كبيرة من الناس يتوقعون ارتفاع أسعار الأسهم مقارنة مع انخفاض قيمتها، بحسب شركة “بيسبوك إنفستمنت غروب” (Bespoke Investment Group).
رغم أن عودة مشاعر التفاؤل قد تكون إشارة عكسية إلى ارتداد سلبي، فقد لاحظت شركة البحوث المالية “بيسبوك” أن ذلك يخالف الخبرة التاريخية.
منذ عام 1987، شهدت ثلاث فترات أخرى فقط قراءة سلبية خالصة في مشاعر التفاؤل استمرت على الأقل 9 أشهر، وفقاً لـ”بيسبوك”.
في السنة التي أعقبت اثنتين من تلك الفترات السلبية، صعد مؤشر”ستاندرد آند بورز 500″ بنسبة 10.9% و 19% على الترتيب – وبعد صعود قياسي لمدة 18 شهراً، قفز مؤشر الأسهم الأميركية بنسبة أعلى.
قال إدوارد مويا، محلل أول السوق في شركة “أواندا”: “إن الأسهم تعود إلى الانتعاش بعد صدور بعض الأرقام الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة، والتي عززت من دخل المستهلك القابل للإنفاق، ومع تدفق المستثمرين في تعاملات الذكاء الاصطناعي. وربما يشير تقرير ثقة المستهلك الذي جاء قوياً إلى توقعات بألا تتدهور أوضاع سوق العمل بوتيرة سريعة، مما ينبغي أن يؤكد على توقعات ألا يحدث ركود للاقتصاد في العام الحالي، بل على الأرجح في العام القادم”.
بالنسبة إلى كارا ميرفي من شركة “كسترا إنفستمنت مانجمنت” (Kestra Investment Management)، من الضروري أيضا أن نضع في اعتبارنا أن كثيراً من هذه الثقة مدفوعة حقاً بقوة سوق العمل بينما يستمر المستهلكون في الإنفاق.
أضافت ميرفي متسائلة: “هل مازالت هناك توقعات تضخمية كامنة في سوق العمل ينبغي أن تثير قلقاً حقيقياً عند الاحتياطي الفيدرالي؟”.
في حقيقة الأمر، قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأن قوة الأرقام أشعلت تكهنات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي سوف يستأنف زيادة أسعار الفائدة بعد توقفه مؤقتا في الشهر الجاري.